روسيا تقاتل : تنتصر او تموت ؟؟.
كتب ناجي صفا
تضيق الخيارات امام انتاج تسوية كل يوم . ويرتفع منسوب المخاطر والإنزلاق الى حرب نووية او شبه نووية . لم يعد الكلام عن حرب عالمية امر مستغرب . فهي واقعة بالفعل وتمارس بكل خبث ودهاء ومكر الغرب .
هم يحفرون الأحافير لهزيمة روسيا وتدمير اقتصادها لتأبيد النظام الرأسمالي الأستعماري . يصبح الصراع هنا صراع حول النموذج الإقتصادي . فإما تعميم نظام الإستيلاء على الثروات وممارسة الفكر الاستعماري في قهر الشعوب والهيمنة على ثرواتها وقرارها السياسي . واما نظام يحفظ الحد الادنى من العدالة الاجتماعية وحرية وسيادة الاوطان .
الغرب يستميت في الدفاع عن أنموذجه . تتجمع المنظومات السياسية والعسكرية للدفاع عن قيمه ومصالحه وايديولوجيا الإستيلاء على ثروت الشعوب عبر ما يسمى حلف شمال الأطلسي الذي يسمى زورا انه حلف دفاعي . عبر تبديل مفهوم الاستعمار من عسكري الى اقتصادي .ولا مانع من العسكري اذا ما اقتضى الامر .
روسيا لا تقاتل عن سيادتها وحضورها ومستقبلها السياسي والبنيوي فحسب . هي تقترب من كونها تقاتل عن البشرية . وعن المفاهيم الديمقراطية الحقة في حرية الدول وممارسة سيادتها على قرارها وثرواتها. وليس المفاهيم المزيفة كما يدعيها الغرب .
تضطرم الحرب ويشتد اوارها كلما حققت روسيا انتصار على نازيي اوكرانيا الذين باتوا ورقة الرهان بيد الغرب . يستخدمهم كوظيفة سياسية في تأبيد مفهومه . لذلك تأخذ الحرب ابعاد خطيرة . كبيرة وواسعة بدلالاتها واهدافها . بهذا المعنى تقترب من ان تكون حرب وجودية على المستويين الميداني والمفاهيمي ايضا .
لا خيار امام روسيا سوى الحرب والإنتصار. ولو اضطرت للخروج عن المفهوم التقليدي للحرب . فالغرب يستدرجها نحو المزيد من رفع الوتيرة وصولا الى استخدام السلاح غير التقليدي . سواء عبر قنابل نووية تكتيكية او صواريخ تحمل رؤوس غير تقليدية باتت مرشحة لدخول المعركة في اي لحظة .
الملفت انه رغم الكلفة الباهظة التي يدفعها الغرب من اقتصاده ورفاهه . ورغم مستويات التضخم التي باتت نذير فقر يدق ابواب المجتمع الغربي. ربما يؤدي الى الموت تحت تأثير الصقيع المنتظر . الا ان قانون المكابرة ما زال يحكم الفكر الغربي ومشاريعه الخبيثة حيال العالم. يعبر عنها من خلال نوعية الحرب على روسيا متلطية خلف النازي زيلنسكي .
لا مانع لدى الغرب من ان تدمر روسيا . ولا مانع عنده في تدمير اقتصادها واستنزافها حد الموت. وحد تهديد وحدتها الوطنية . في سبيل تكريس المفهوم الغربي للسيطرة على العالم وعلى ثرواته وقراراته السياسية لتبقى نظرية اقتصاد السوق والهيمنة الاستعمارية على العالم بعيدا عن اي بعد اخلاقي او قيمي او منظومات ديمقراطية مدعاة .
لا حل امام روسيا سوى القتال الى ما لا نهاية. بكافة الأساليب والوسائل. حتى لو اضطرت الى خرق مفاهيم السلام العالمي . فهي امام احد خيارين ان تنتصر وتغير العالم وموازينه وقيمه او ان تهزم وتموت وتعم السيطرة الرأسمالية الجشعة على العالم وتنذر بحقبة استعمار عميقة .