وسط تزايد العمليات الفدائية في الضفة الغربية والداخل المحتل، يتزايد العنف الإسرائيلي في مواجهة الفلسطينيين المدنيين، وتهتم الآلة الإعلامية المنفذين بأنهم “إرهابيين” ينفذون عمليات إرهابية ولا مبرر لهم. وهو الأمر الذي عارضته صحيفة هآرتس العبرية، اذ أشارت في مقال لها، إلى ان “استخدام العنف ضد جنود الجيش المحاربين في الضفة هو عمل مشروع”.
النص المترجم:
هل يمكن وصف الفلسطينيين الذين يهاجمون الجنود في الضفة أو في شرقي القدس بالإرهابيين؟ هل يعتبر الاعتداء عملية إرهابية؟ لا تعريف دولياً متفقاً عليه للإرهاب، خصوصاً في الأوساط الأكاديمية. المعروف أن ما يعتبر إرهاباً في جانب، يعتبر نضالاً شعبياً للتحرر الوطني في الجانب الثاني. الإرهابي في أحد الجانبين هو محارب حرية في الجانب الثاني. ولكن مع ذلك، يوجد إجماع على أن الإرهاب هو عنف ضد المدني الذي لا يشارك في النشاطات الحربية، وضد الجندي غير المقاتل، أي أنه غير محارب.
لا مبرر أخلاقياً لعملية إرهابية. أي قتل عرضي لأشخاص غير مشاركين لا يمكن تبريره. حتى لو تم التسليم بادعاء أن جميع مواطني إسرائيل يتحملون المسؤولية عن الاحتلال، ويتحملون ذنبه، ولا يمكن أن يعتبروا “أبرياء” في هذا السياق (لأن الاحتلال جريمة ترتكب باسم جميع مواطني الدولة)، القتل المتعمد لأي إسرائيلي يسافر ولو بحسن نية في حافلة وهو غير مشارك في القتال، اختير بشكل عفوي كوسيلة ليفرض على قادته السياسيين الانسحاب من “المناطق”، على سبيل المثال، هو عملية إرهابية غير مبررة. لا يعتبر الإرهاب وسيلة شرعية لتحقيق أهداف سياسية. استخدام شر ما لمحاربة شر آخر هو أمر غير أخلاقي.
في 8 تشرين الأول، قام فلسطيني اسمه عدي التميمي بإطلاق النار على جنود حرس الحدود ورجال الحراسة على حاجز شعفاط، ما أدى إلى قتل الجندية نوعا ليزر، وإصابة حارس مدني بإصابة بالغة. كلاهما يعتبران غير مشاركين؛ فهي لم تكن موظفة في أعمال مكتبية، وهو لم يقف هناك كطبيب. كانا مسلحين ومدربين وعلى رأس وظيفتهما، وكانا مشاركين في تنفيذ الاحتلال. لذلك، عندما قتل التميمي ليزر لم يكن مخرباً، وعندما أطلق النار على الجنود والحراس الواقفين على الحاجز، فإنه لم ينفذ عملية إرهابية. في هذه الحالة عمل التميمي كمحارب.
في 11 تشرين الأول، أطلق فلسطينيان يسافران في سيارة، النار على قوة للجيش الإسرائيلي قامت بحماية مسيرة لإحياء الذكرى الـ 55 لتحرير السامرة. الرقيب أول عيدان باروخ، من دورية جفعاتي، قتل. لم يكن القتلة إرهابيين، ولم يكن قتله عملية إرهابية. أما الاثنان فعملا كمحاربين فلسطينيين.
في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الجيش وفي جميع الطيف السياسي هنا، من “ميرتس” وحتى “قوة يهودية”، فإن أي عملية مقاومة عنيفة لفلسطينيين ضد الاحتلال تعتبر إرهاباً، لأن كل مقاومة كهذه تعتبر غير شرعية. يعتبر الإرهاب هنا كلمة مرادفة للشر الذي تعتبر دوافعه مرفوضة. ولد فلسطيني يرشق حجراً على جندي مسلح في الجيش الإسرائيلي يعمل في نشاطات عملياتية، يعتبر إرهابياً ويستحق القتل. لذلك، قتل نحو 100 فلسطيني في المناطق منذ بداية السنة، من بينهم أطفال وفتيان. هو إرهابي بالنسبة ليائير لبيد وبني غانتس وايتمار بن غفير وميراف ميخائيلي وبنيامين نتنياهو وآريه درعي، ولكنه ليس كذلك. استخدام العنف ضد جنود الجيش المحاربين في الضفة هو عمل مشروع.
المصدر: هآرتس