بحضور قائد القوة الجوفضائية في حرس الثورة الإسلامية العميد أمير علي حاجي زاده، وحضور مجموعة من مسؤولي القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية، تم اختبار وإطلاق صاروخ “قائم 100” الفضائي ذو الوقود الصلب بـ 3 مراحل، والذي استطاع تحقيق العديد من الأهداف بنجاح سيكون مفصلياً بالنسبة لإيران، خاصةً بما يتعلق بمواجهتها مع أعدائها.
الهدف الأول: الحرب التركيبية لن تحول دون التقدم والتطور العلمي لإيران
وهو الهدف الذي يمكننا اعتباره الأهم، في ظل ما تعيشه إيران حالياً من تصعيد للحرب التركيبية، التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الغربي التابع لها.
وهذا ما عبّر عنه العميد حاجي زاده على هامش حفل الاختبار حينما قال: “لقد حشدت الولايات المتحدة كل قواها أمام تقدم إيران”، مؤكداً على أن “حماسة وجهود علماء الجمهورية الإسلامية الشباب الذين بتوجيهات قائد الثورة الإسلامية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، جلبوا هذه الإنجازات العظيمة لبلدنا الحبيب في ظل أشد العقوبات في البلاد. وبدون أدنى شك ، سنواصل قوة وسرعة حركتنا إلى الأمام للتغلب على قمم المعرفة العالية والوصول إلى تقنيات جديدة ومتفوقة”.
كما شكل هذا الإنجاز رسالة قوية أيضاً، لناحية توقيت التجربة بالتزامن مع عودة الرسائل بخصوص مفاوضات الاتفاق النووي، بأن إيران ملتزمة بفصل البرنامج الصاروخي عن هذه المحادثات. ولذلك كان لافتاً، إدانة المتحدث باسم الوزارة الخارجية الأمريكية لهذه التجربة، وفق ما أعلنت وكالة رويترز.
ويشكل رسالة لبعض الداخل أيضاً، الذين ينتقدون اهتمام الجمهورية الإسلامية بمجال الصناعات العسكرية وصناعة الصواريخ، بأن هذا المجال يساعد في تحقيق التقدم والتطور العلمي للبلاد. فهذا الصاروخ مخصص لنقل الأقمار الاصطناعية الى المدار، وسيتمكن من وضع أقمار تزن 80 كغ في مدار يبلغ 500 كيلومتر من سطح الأرض.
ومن المفترض بعد اجتياز هذه المرحلة، أن يتم وضع القمر الصناعي “ناهد” التابع لمنظمة الطيران والفضاء التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المدار، بواسطة هذا الصاروخ الذي صنعته القوة الجوفضائية.
ويمتلك هذا الصاروخ المصمم بواسطة خبرات محلية، محرك من نوع “رافع” ذو الفوهة المرنة، ما يعني أنه قادر على التوجيه الدقيق بدون زعانف مما يوفر في الوزن ويزيد من السرعة.
كما تم الكشف بأن “قائم 100” هو أول عضو في عائلة “قائم” للصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية، وسيكون هناك: قائم 105، قائم 110، وقائم 120 المخصص لوضع القمر الصناعي في مدار GEO(ارتفاع 36 ألف كيلومتر).
الهدف الثاني: تأكيد إيران على مكانتها في النادي الدولي للفضاء عبر قمر “ناهد 1”
لا شك بأن غزو الفضاء من قبل الدول، يعدّ أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للدول الكبرى ووفقًا للمعلومات المتداولة حول “ناهد”، فإنه يتيح القدرة على الاتصال في نطاق KU (جزء من الطيف الكهرومغناطيسي المستخدم للاتصالات الساتلية بعيدة المدى)، التي تستخدمها أقمار البث المباشر لبث القنوات الفضائية، وللتطبيقات المحددة مثل ساتل نقل بيانات التتبع الخاص بوكالة ناسا والمستخدم في اتصالات محطة الفضاء الدولية (ISS)، وأقمار سبيس إكس ستارلينك الصناعية.
من جانب آخر، من المهم الإشارة بأن مشروع قمر ناهد قد أدارته “مريم موسوي”، لأكثر من 3 سنوات، وهذا ما يؤكد بأن إيران تتيح للمرأة (بعكس ما يتم له التسويق حالياً من قبل أعدائها)، الإمكانية في المشاركة بفعالية، في تحقيق الإنجازات الاستراتيجية للبلاد، وفقاً للخبرات ودون تمييز حسب الجنس.
الكاتب: علي نور الدين