الرئيسية / إقليمي دولي / كيف يقتل الاحتلال مرضى قطاع غزّة؟

كيف يقتل الاحتلال مرضى قطاع غزّة؟

توفي 5 فلسطينيين من بينهم 3 أطفال منذ بداية العام الحالي ولغاية مطلع أيلول / سبتمبر بسبب سياسة القتل البطيء التي يمارسها كيان الاحتلال على سكّان قطاع غزّة منذ بدأ الحصار عام 2007. وبفرض هذا الحصار والقيود، يمنع الاحتلال دخول المعادات الطبية الكافية عبر المعابر ما نتج عنه نقصاً كبيراً بالأدوية الأساسية، الى جانب منع إدخال قطع الغيار اللازمة لإصلاح أكثر من 80 جهازاً طبياً معطلاً في المستشفيات. كما يتحكّم الاحتلال ويقيّد حرية تنقّل المرضى من غزّة الى القدس والضفة الغربية أو الداخل المحتل لتلقي العلاج اللازم في الفترة اللازمة قبل تفاقم وضعهم الصحي.

كيف يقتل الاحتلال المرضى ببطؤ؟

يمنح الاحتلال مرضى غزة الذين يعانون أمراض خطرة ومزمنة، منها السرطان والفشل الكلوي وغيرها، تصاريح مرور ليوم واحد فقط عبر معبر “إيرز” شمال القطاع وهو المعبر الوحيد الذي يربط القطاع بالضفة الغربية ومناطق الداخل المحتل، ومخصص للأفراد والحالات الإنسانية.

ولطالما يرفض الاحتلال منح التصاريح للمرضى بذرائع “أمنية”، وإن منحه ليوم واحد فإن العلاج عادة ما يستغرق أسابيع عدّة، بالإضافة الى أن الاحتلال في الكثير من المرات يُعلم المريض بالموافقة على التصريح قبل ساعات فقط مما يصعّب على المريض السفر لغياب مرافق أو لأسباب أخرى، فيفقد الموعد ويدخل من جديد دوامة الحصول على تصريح وانتظار الموافقة عليه لأشهر.

ومن ناحية ثانية، في حال سافر المريض يتعمّد الاحتلال تضيع الوقت المحددّ للتصريح خلال الطريق، فيوقف المريض على الحواجز لوقت طويل من أجل التفتيش أو التحقيق معه. فيصل المريض الى المستشفى، متأخراً عن موعده أولاً، ومرهقاً ثانياً، فلا يصح في بعض الأحيان تلقيه العلاج بهذه الحالة فيضطر للعودة ولا يستفيد من التصريح. وفي بعض الأحيان يمنع الاحتلال على المريض أن يصطحب معه مرافق رغم الحالة الصحية التي لا تسمح له بالسفر وحده.

ابتكر الاحتلال هذه السياسة الانتقامية بحق الشعب الفلسطيني للإمعان في تعذيب وحصار أهل قطاع غزّة وتشديد معاناتهم، ولا يميّز الاحتلال بين مسنين أو أطفال أو نساء.

في صدد الوضع الإنساني والصحي الصعب في قطاع غزّة صدر عن جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) ومركز الميزان لحقوق الإنسان تقريراً بتاريخ 15/6/2022، أفاد أن سكّان القطاع يعيشون في “ظروف لا يمكن تحمُّلها وفي ظل نظام صحي دائم الوشوك على الانهيار”.

وفي احصائيات التقرير فإن حوالي “80% من سكان قطاع غزّة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ويواجه 64% منهم إنعدام الأمن الغذائي، ويعاني 59% منهم من الفقر. كما يُحرم نظام الرعاية الصحية في غزة من قدرته على الوفاء بحاجات السُكّان بسبب النقص في المستلزمات الطبية والمعدات الأساسية وامدادات الطاقة والكوادر المتخصصة”.

وأشار التقرير الى أن “آثار الإغلاق والحصار الإسرائيليين تطال مناحٍ مختلفة من نظام الرعاية الصحية حيث تبلغ نسبة الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية المتوفرة بكمية لا تكفي إلا لأقل من شهر 40% و20% على التوالي، كما وتحظر السلطات الإسرائيلية توريد المعدات والمكوّنات الطبية إلى غزة وتقوم على منع الطواقم الطبية مع السفر للإلتحاق بفرص التدريب في الخارج”.

يذكر التقرير أنه في العام 2021 تقدّم 15000 مريض من غزّة بتصاريح علاج لكنّ الاحتلال وقوبل ما نسبته 36% منها من هذه الطلبات إما بالرفض أو التأخير أو إنعدام الرد وهو ما منعهم من تلقي العلاج الضروري لهم.

الكاتب: غرفة التحرير

شاهد أيضاً

ميزانية تشبع اليمين فقط: نتنياهو يهمل الواقع الاقتصادي للكيان

“6 أشهر من الفشل”، هكذا وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية أداء حكومة اليمين المتطرّف برئاسة بنيامين …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل