أثناء الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي، بدأت المخابرات الأمريكية أبحاثها لتطوير تكنولوجيا التحكم بالدماغ وغسل المخ، فأطلقت برنامجها الخاص تحت اسم MK-Ultra. خلال أكثر من 10 سنوات، تركزت أبحاث المخابرات الأمريكية على إيجاد عقار كيميائي للتحكم بالدماغ، ويعتقد أنه تم استخدام مادة ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك LSD، والتي تعتبر من “المهلوسات القوية”، إذ كانت جرعة صغيرة جداً منها، تكفي لإحداث اضطرابات في الرؤية، وردود فعل نفسية سلبية حادة مثل القلق، وجنون العظمة، والأوهام. ووفقاً لمجلة Smithsonian الأمريكية، جرى تطبيق واختبارات ذلك البرنامج، داخل الولايات المتحدة وخارجها وشملت 80 مؤسسة و185 باحثاً، لم يكن يعلم الكثير منهم أنهم يعملون لصالح المخابرات الأمريكية. أما الأشخاص الذين تم إجراء التجارب عليهم فلم يعلموا ما هي تلك المادة التي يتعاطونها، وتم خداعهم على أنها علاجات طبية لعلاج السرطان أو الأمراض النفسية، أو حتى للمساعدة على التخلص من الإدمان على المخدرات. وتم إعطاء عقار LSD للسجناء ومدمني المخدرات والعاملين في عالم الجنس ومرضى السرطان في مراحله النهائية. ولكن تفاصيل ذلك البرنامج ضاعت بعد إتلاف معظم السجلات الرسمية الخاصة به عام 1973. يبدو أن وكالة المخابرات المركزية استخدمت هذا العقار لإنشاء داعش الإرهابي، وما يؤكد ذلك هو حالات الهلوسة القصوى التي كانت تسيطر على المقاتلين أثناء الهجمات في السورية وأثناء قتل الأبرياء بالطرق الإجرامية، كذلك انضمام المسيحيين من دول أوروبية للقتال في سوريا من أجل “قيام دولة إسلامية”!!!.
إلى ذلك، مارست الإدارة الأمريكية هذه العمليات في الكثير من الدول اللاتينية بهدف الهيمنة على السياسة والاقتصاد من دون اللجوء إلى عمليات عسكرية، ومارستها مع الأنظمة المعارضة لها في العالم من خلال الثورات الملونة، أما فيما يتعلق بإيران، فحصّتها هي الأكبر، وآخرها إثارة الاحتجاجات في قضية مهسا أميني.
ما هي العمليات المستورة، وكيف يجري التخطيط لها في دوائر القرار الأمريكية، وماذا عن النتائج التي تقدمها، بالإضافة إلى قائمة لبعض العمليات التي دعمتها أو بدأتها الولايات المتحدة منذ أواخر الأربعينيات حتى 2022، في الملف المرفق.