بالنسبة لإيران، يعتبر المشروع الكردي حلماً قديماً لقوى الاستكبار العالمي لإقامة “إسرائيل” جديدة على حدودها. ولطالما لفت المسؤولون الإيرانيون إلى الدور الإسرائيلي في دعم وتحريك منظمات كردية في عدة مناسبات. تتعامل إيران بحساسية عالية مع “القضية الكردية”، خاصة في ظل السقف المرتفع لمطالب الأكراد السياسية والثقافية والاقتصادية، والتي يتم التعامل معها على أنها “تهديدات ناعمة” للأمن القومي الإيراني.
وفيما يحصل من احتجاجات داخل البلاد، تتهم الحكومة الإيرانية الفصائل الكردية الإرهابية بإثارة الاضطرابات وتسليح المدن الكردية في إيران، الأمر الذي استدعى تدخلًا عسكريًا نفّذه الحرس الثوري بقصف مواقع تابعة للأحزاب الإرهابية الكردية متمركزة في الإقليم العراقي.
وفيما يلي خارطة تحليلية لدور الاكراد في الاحتجاجات في إيران:
دعم أعمال الشغب:
– في أواخر أغسطس 2022 أي قبل شهر من اندلاع الاحتجاجات في إيران، أعلن حزبان كرديان إيرانيان معارضان يتخذان من إقليم كردستان العراق مقرًا لهما، اندماجهما من جديد بعد انفصالهما لمدة 16 عامًا، وهما (الحزب الديمقراطي الكردستاني) و(الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني)، ونشر الحزبان بيانًا أعلنا فيه عن توحدهما تحت مسمى “الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني”، وأعلنا أن “هذا الإعلان يعبّر عن رحلة جديدة في النضال ضد نظام جمهورية إيران “.
– اعتقل الحرس الثوري في إيران مجموعة من الانفصاليين الإرهابيين واعترفوا بأنهم تلقوا الدعم من إقليم كردستان لإثارة أعمال الشغب وإشعال الداخل الإيراني.
– تتولى أحزاب كوملة” و”الديمقراطي الكردي” و”باك” في كردستان العراق، عملية تقديم الدعم العسكري لأكراد إيران، وذلك بحسب ما كشفته الاستخبارات الإيرانية.
– الهدف: زعزعة الأمن والاستقرار في الضفة الشرقية من الحدود الإيرانية العراقية.
التعاون الإسرائيلي – الكردي:
– بحسب الخبير العسكري الإسرائيلي نير دفوري في تقريره على القناة 12 في يوليو 2021: “بعض الهجمات المنسوبة لإسرائيل في العراق نفّذها الأكراد بشكل عام، وأن مجموعة من وحدات النخبة في إسرائيل عادت قبل سنوات قليلة من حملة تدريبية في المنطقة الكردية، رغم أن إسرائيل على مدى عقود هي الوحيدة التي قدمت الدعم والتدريب للأكراد في العراق”.
– لمّح رئيس الموساد المنتهية ولايته يوسي كوهين بتشغيل مبعوثين غير إسرائيليين في قلب إيران لتنفيذ بعض العمليات التفجيرية. وهنا يقصد “الأكراد في إيران”.
– يضم كردستان العراق العديد من المباني التابعة للموساد الإسرائيلي وهو ما أكده مسؤول أميركي كبير تم اقتباس أقواله في تغريدة على موقع صحيفة “نيويورك تايمز”، إذ اعترف أن المبنى الذي تم استهدافه من قبل الحرس الثوري الإيراني في آذار الماضي هو “مركز تدريب تابع لإسرائيل”.
– قال الكاتب ريتشارد سيلفرشتاين، المدون المتابع للشأن الإسرائيلي، في مقال له نشرها في “ميدل إيست أي” أن “علاقة إسرائيل الدائمة مع أكراد العراق منحتها ميزة استراتيجية في صراعها مع إيران” وأن هذا منح إسرائيل “نقطة انطلاق لمهاجمة إيران”.
محاولة زعزعة العلاقات الإيرانية – العراقية:
– استضافت أربيل أحزاباً كردية – إيرانية مسلّحة تعمل ضدّ طهران الأمر الذي دفع إيران الى ضرب مواقع هذه الجماعات لحماية أمن إيران وإعلان قائد قوة القدس عن اضطراره لشنّ عملية بريّة للتعامل مع هذا التهديد إذا لم يقم الجيش العراقي بتحصين الحدود، لمنْع تسلُّل عناصر المعارضة الكردية – الإيرانية وتهريب السلاح إلى إيران. ولأن وزير الخارجية العراقي الحالي سني – كردي، أقدم فؤاد حسين، على إدانة القصف الإيراني باسم الحكومة العراقية من دون الرجوع إليها، علماً أن قاآني أَبلغ المسؤولين العراقيين بأن هذا القصف إنما يمثّل دفاعاً عن النفس.
– لعب نواب الأكراد على الأوتار القومية والطائفية لإثارة الفتنة العراقية – الإيرانية، إذ قال القيادي في “الحزب الديموقراطي”، محمد عامر ديرشوي إن “على الدولة العراقية أن تعمل كي لا يشعر المواطن الكردي والسُني في العراق بأنهم مواطنون درجة ثانية”. “الدولة تتعرّض لقصف مكثّف بصواريخ طويلة المدى وبالطائرات. هذه حرب وليست مجرّد قصف”.