توقع محللو ومراقبو الشؤون العبرية أنه على الرغم من حصول اليمين المتطرف على الأكثرية الحاسمة في انتخابات “الكنيست” الخامس والعشرين الا أن مسألة تأليف الحكومة الجديدة لن تكون سهلة على زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو (بصفته المكلّف بالتشكيل) وذلك بسبب وصول شخصيات معرفة بمواقفها وسلوكها المتطرّف مثل ايتمار بن غفير وبتسلإيل سموترتيش وأرييه درعي اللذين يطالبون بمناصب مهمة، ذلك الى جانب خلافات حول توزيع الحقائب وتعديل الصلاحيات.
وعلى الرغم من التوصّل الى اتفاق بتعيين رئيس مؤقت “للكنيست” فإن المفاوضات بين “الليكود” و”الصهيونية الدينية” وحزب “شاس” لم تكن سهلة وتعرّضت للانتقادات حسي ما توضح صحيفة “يديعوت أحرنوت” التي قالت المفاوضات الائتلافية وصلت إلى نقطة الغليان وقد ينسحب هذا الوضع ليطال كل عقدة سياسية.
المقال المترجم:
على الرغم من الحديث حول “المحادثات وأنها جرت في جو جيد”، يبدو أن المفاوضات الائتلافية المطولة – ربما كانت مطولة للغاية مقارنة بالحسم الواضح في الانتخابات – وصلت إلى نقطة الغليان. في اليومين الماضيين بدت المحادثات صعبة من خلف الكواليس بين الشركاء الذين فقدوا صبرهم ويتهمون رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو بأنه هو السبب في إطالة المفاوضات ولا يدفع قدما بعملية تشكيل الحكومة.
صدر عن حزب “شاس” الإثنين الماضي انتقادات حادة ضد من يقود المفاوضات باسم الليكود وهو ياريف ليفين وزعمت المصادر أن محادثة بين نتنياهو ورئيس “شاس” أرييه درعي وصلت إلى نبرات عالية وصراخ. وقال مصدر في حزب يهدوت هتوراة لـ Ynet أن “هناك شعور بالتسويف، لقد أوضح لنا أن التنازلات ستعجل في تشكيل الحكومة لكن من الناحية العملية لا شيء يحدث”. كما كان هناك غضب كبير في “شاس” بعد أن اعتقدوا أن التنازل عن وزارة النقب والجليل في شكلها الأصلي سيبكر من أداء اليمين للحكومة، لكن المحادثات مع زعيم الصهيونية الدينية سموتريتش ما زالت لم تتقدم نحو الاتفاق.
تناقش نتنياهو وسموتريتش الاثنين الماضي، في محادثة استمرت حوالي ثلاث ساعات وفي النهاية أعلنا عن “تقدم”، ومع ذلك من الناحية العملية، لم يتم إحراز أي تقدم حقيقي وما زال تشكيل الحكومة عالقاً. وأشار مسؤول سياسي كبير في حزب الليكود إلى أنه “إذا أراد نتنياهو ذلك فسوف يضع الجميع في حالة طوارئ في الغرف المغلقة ويتأكد من بقائهم هناك حتى يخرج الدخان الأبيض لكنه لا يفعل ذلك، وهذا التسويف إطالة المفاوضات مع سموتريتش يعتبر لعباً على الأعصاب”.
وتعتبر “يهدوت هتوراة” أن المفاوضات غير جادة، ولا يوجد رغبة في حل الخلافات المطروحة على الطاولة، فيما يطالب حزب “غولد كونف”، بوزارة المساواة الاجتماعية، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن ذلك حتى الآن، وبحسبهم فإن عدم رغبة الليكود في إجراء محادثات حول القضايا العالقة بما في ذلك مساواة رواتب المعلمين في الحكومة والموظفين في التعليم الحريدي يؤدي إلى غضب كبير.
ويشعر أعضاء الائتلاف الجديد بالضغط، ويعتبرون أنه من غير الممكن سن قانون يسمح لرئيس حزب شاس أرييه درعي بالخدمة كوزير رغم إدانته السابقة هذا العام.
كذلك هاجم رئيس كتلة عوتسما يهوديت إيتمار بن غفير، سموتريتش، الذي كان شريكه في الانتخابات، وقال بن غفير في اجتماع للحزب دون أن يذكر سموتريتش “هناك فصائل في الائتلاف المستقبلي لا تريد دعم استبدال رئيس الكنيست وهذا في رأيي خطأ جسيم وخطير”.
انضم درعي أيضاً إلى دعوة بن غفير لاستبدال رئيس للكنيست وتساءل: “لا أستطيع أن أفهم كيف لدينا 64 مقعداً وما زلنا لم نستبدله، حتى لو مؤقتاً؟؟ من المستحيل تشكيل لجان كنيست ولا يمكن الترويج لأي شيء دون تعيينه لقد منحنا الجمهور التفويض للقيام بذلك، ولمدة أسبوعين ونصف لم يتم فعل أي شيء”.
المصدر: يديعوت أحرنوت