بخلاف ما يروّج له أعداء الجمهورية الإسلامية في إيران، لاسيما في أمريكا أو التابعين لهم من الدول العربية، فإن أهل السنّة في إيران، منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 وما بعده، لم يكونوا من جانب النظام الإسلامي أو من الجانب الشعبي، إلا مكوناً أساسياً وفاعلاً في هذا البلد، وهذا ما تؤكد عليه المعطيات والوقائع وحتى التصريحات.
*فمن أبرز المعطيات التاريخية والحالية:*
_ يشكل السنّة حوالي 8 إلى 10 في المائة من سكان إيران، ويتوزعون على مقاطعات سيستان وبلوشستان وكردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية وخراسان الشمالية ورضوي والجنوبية، غولستان، غيلان، أردبيل، هرمزغان، بوشهر، فارس، كرمان، مازندران، شرق أذربيجان، زنجان، بالإضافة إلى طهران والبرز. وهذا ما يبيّن بوضوح زيف اتهامات بعض المسؤولين والحكام العرب ومن يتبعهم من “مراكز فكر” ووعاظ السلاطين ووسائل إعلامية، عن “حملات التشييع” و”المدّ الشيعي” وغيرها من الأكاذيب الفتنوية المذهبية، التي يهدفون من خلالها الى شيطنة إيران في المنطقة.
_ منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، كان هناك توجه واضح من قائدها الإمام الخميني (رض) ولاحقاً من خليفته الإمام السيد علي الخامنئي (الذي نفاه نظام الشاه الى المناطق ذات الأغلبية السنية قبل الثورة)، بأن يتم تعزيز دور ووجود هذه الطائفة دون أي تمييز، لتكون مثالاً حقيقياً للوحدة الإسلامية في المنطقة، تحت مبدأ أن الشيعة والسنة والأكراد والأتراك والبلوش والعرب واللر والتركمان والفرس جميعهم أشقاء ومتساوون.
ووفقًا للمبدأ الثاني عشر من الدستور: “… مذاهب الفكر الإسلامي الأخرى، مثل الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية والزيدية، لديها الاحترام الكامل، وأتباع هذه المدارس لهم الحرية في أداء الشعائر الدينية وفق فقههم وفي التربية الدينية والأحوال الشخصية (الزواج والطلاق والميراث والوصية) والدعاوى القضائية ذات الصلة، وهم معترف بهم في المحاكم، وفي أي منطقة يكون فيها أتباع أي من هذه المذاهب هم الأغلبية، ستكون اللوائح المحلية ضمن اختصاص المجالس وفقًا لذلك، مع الحفاظ على حقوق أتباع الديانات الأخرى، ولهذا فإن هناك العديد من النواب الذي يمثلون في مجلس الشورى الإسلامي.
وانطلاقاً من هذه المادة، أكد الدستور على الاحترام الكامل من أجل خلق علاقات أخوة سلمية بين جميع المسلمين وتجنب أي انقسام. لذلك، فإن أي سب أو عدم احترام تجاه أتباع الديانات الإسلامية محظور قانونًا ومخالف للدستور.
_ ارتقى حوالي 11 ألف شهيد من أهل السنة خلال مرحلة الدفاع المقدس (حرب صدام على إيران).
_ في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أعلن مكتب إمام جمعة زاهدان مولوي عبد الحميد عن دعم مجمع علماء السنّة لوصول السيد إبراهيم رئيسي الى منصب رئاسة الجمهورية.
_ خلال حرب “الدفاع عن الحرم” بوجه المجموعات الإرهابية في سوريا، ارتقى الشهید عمر ملازهی (وهو من أهل سيستان وبلوشستان)، والتي افتخرت عائلته باستشهاده في الدفاع عن مقام السيدة زينب (ع).
_ بقرار من الإمام السيد علي الخامنئي، تم تعيين الأدميرال “شهرام إيراني” (من المذهب السنّي) قائداً للقوة البحرية في الجيش الإيراني.
_ بعد الحادثة الإرهابية التي حصلت مؤخراً في مقام “شاه جراغ” في شيراز، والتي نفذها تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، كان للعديد من رجال الدين السنة مواقفهم المستنكرة، ومنهم من حمل أمريكا والكيان المؤقت مسؤولية هذه الجريمة.
*١٠ آلاف مسجد ومركز ديني لأهل السنة في إيران*
كشفت مصادر خاصة للخنادق، بأنه يوجد في إيران حوالي 10 آلاف مسجد (أي أن هناك مسجد واحد لكل 500 مصل، وأكبر مسجد هو مسجد جامع مكي في زاهدان، الذي أسسه مولوي عبد العزيز) وكلية شريعة، ومركز ديني، ومؤسسة قرآنية لأهل السنة. اما في العاصمة طهران، التي لا يوجد فيها أحياء سنية أساساً، فلم يتقدم حتى يومنا هذا أي طلب من أهل السنة، لإنشاء مسجد حتى يُرفض كما يشيع الإعلام المعادي للجمهورية الإسلامية، وهذا ما تؤكد عليه إدارة بلدية طهران أيضاً.
*وماذا عن وضع النساء؟*
في هذا الشأن، كشف إمام أهل السنة في بلوشستان الشيخ مولوي عبد الحميد…