جرى في الآونة الأخيرة، إثارة موضوع “تهريب الأسلحة ” إلى حزب الله من جديد، وذلك عبر حادثتين، آخرها تصريحات لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي (الذي تنتهي ولايته في الـ 16 من كانون الثاني / يناير 2023)، وقبلها ما فبركته قناة العربية السعودية من أكاذيب حول دور لشركة طيران “معراج” الإيرانية في ذلك عبر مطار بيروت الدولي.
وفي كلا الحدثين، هنالك بعض التفاصيل والمعطيات التي يجب توضيحها والتذكير بها، استباقاً ربما لأي حدث قد يكون على شاكلة جريمة مرفأ بيروت، وما حصل بعدها من محاولات لاستهداف حزب الله من خلال هذا الموضوع، وباءت كل هذه المحاولات بالفشل الذريع. كما ويجب التوضيح أيضاً لوأد محاولات بعض الشخصيات، التي لا تزال تتوهم وتحلم، بإنشاء مطار مدني دولي في مشروع فيدراليتها الخيالية.
وبالعودة الى حدثي هذا الموضوع، فقد أعلن الجنرال أفيف كوخافي بالأمس الأربعاء، مسؤولية جيش الكيان المؤقت عن ضربة جوية استهدفت مؤخراً قافلة دخلت سوريا من العراق، معللاً بأن الهدف كان شاحنة تحمل أسلحة إيرانية. وأضاف كوخافي أيضاً في مؤتمر استضافته جامعة رايشمان الإسرائيلية، بأنه لولا الاستخبارات لربما لم يعلموا أن من بين 25 شاحنة (في القافلة)، كانت هناك شاحنة تحمل أسلحة وهي الشاحنة رقم 8 التي تم استهدافها حينها. واعترف كوخافي أيضاً بأن إيران نجحت في بعض الأحيان على حد زعمه، في تهريب الأسلحة إلى سوريا وحزب الله، لكنه أضاف بأن حلم إيران العام بحزب الله جديد في هضبة الجولان قد أُحبط (وهذه مزاعم حول موضوع آخر ربما يأتي تفنيدها لاحقاً).
أما الحدث الثاني وهو الأخطر، الخبر الذي نشرته قناة “العربية/الحدث” بأن ما وصفتهم بمصادر قد كشفوا لها بأن شركة طيران معراج الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري تسير رحلات لمطار بيروت، وزعمت المصادر بأن رحلات هذه الشركة “قد تنقل أسلحة ومعدات حساسة لحزب الله”. وهي جملة كافية لكي تلتقطها وسائل الإعلام الإسرائيلية ولكي تبني عليها سيناريوهات وتهديدات، ثم لتعود قناة العربية بشكل لافت لنشر الخبر نقلاً عن هذه الوسائل الإسرائيلية، وهذا ما يكشف ويؤكد لنا، كيف يقوم المعسكر المعادي للمقاومة بفبركة أكاذيبه الإعلامية، تمهيداً ربما لتنفيذ عمليات ذات طابع أمني كارثي تؤدي الى سقوط ضحايا، بهدف محاولة تبريرها لاحقاً.
المقاومة تصنّع السلاح
_ أولاً يجب الإشارة، إلا أن الأمين العام لحزب الله كشف في عدّة مناسبات، إلا أن ما تحتاجه المقاومة من سلاح لأي حرب تخوضها مع الكيان المؤقت، بات لديها في لبنان وبما يفيض عن الحاجة. وبالتالي فإن الحزب فعلياً، لم يعد بحاجة الى “تهريب للسلاح” سواء عبر البحر أو الجو، أو ربما حتى من البرّ، أمام هذه المعلومة الثابتة. ولذلك ليس هناك حاجة لشركات طيران أو لإدارة وجهاز أمني يسيطر على المطار والمرفأ، أو أي منشأة مدنية لا حاجة لدى المقاومة في أن تجعلها هدفاً للاعتداءات الإسرائيلية.
مع العلم بأن المقاومة حتى لو تم استهداف هذه المنشآت بذريعة أو بدونها، هي حاسمة في معادلات الردع، بمنع الاحتلال من تنفيذ أي اعتداء سيقابل برد مناسب ومتناسب. وفي حالة مطار بيروت الدولي، الذي لا يمتلك لبنان غيره، قد يكون ثمن الرد على استهدافه من قبل الإسرائيليين باهظاً جداً على الكيان، بحيث لا يكون مطار بن غوريون لوحده فقط!!
_ثانياً، بالنسبة لتصريحات كوخافي فإنها شي طبيعي في الكيان المؤقت، كونه على مشارف نهاية مهامه العسكرية نهائياً، ما يدفعه الى التسويق لنفسه مسبقاً، لاحتمال لعبه أدوار سياسية مستقبلية.
_ثالثاً، حزب الله لم يعد بحاجة الى إحضار أسلحة من إيران، لأنه ببساطة لديه مصانع لتصنيع ما يحتاجها من صواريخ ومسيرات بل وربما كل ما يحتاجه، وهو ما كشف عنه السيد نصر الله في ذكرى الشهداء القادة هذا العام، وهو ما يحسم تفنيد هذه الأكاذيب.
الكاتب: علي نور الدين