زعم نائب وزير الحرب الاحتلال عام 2007، افرايم سنيه، بعد أن اغتال الكيان القائد العام لسرايا القدس في قطاع غزّة ماجد الحرازين، “أن المهم ليس عدد الذين نصيبهم بل أهميتهم في قيادة الجهاد الإسلامي، باعتبارها الأبرز في التحرك على الأرض وتنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ”. فمن هو هذا القائد؟
ولد “أبو مؤمن” في حي الشجاعية (شرق مدينة غزّة وأحد أكبر أحيائها) في 28 حزيران / يونيو عام 1970، حال اعتقاله من قبل قوات الاحتلال دون إكماله لدراسته الجامعية التي حاول استكمالها بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزّة عام 2005 لكنه استشهد قبل أن إكمالها.
التحق بالجهاز العسكري “القوى الإسلامية المجاهدة – قسم” لحركة الجهاد الإسلامي خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، وقد اعتقل في العام 1989 لمدة ثمانية أشهر على خلفية الانتماء للحركة والمشاركة في أعمال وفعاليات الانتفاضة. أمّا في العام 1992، فقد اعتقل القائد الحرازين لحوالي الخمس سنوات على الخلفية نفسها.
في انتفاضة الأقصى عام 2000، برز دور القائد الحرازين في إعداد صفوف سرايا القدس وتدريب المجاهدين على التقنيات العسكرية. بالإضافة الى إشرافه على تنفيذ العديد من العمليات الاستشهادية النوعية والمعقدة ضد الاحتلال وحافظ القائد على سريّة تخطيطها، ويُسجل له منها:
_ عملية “بدر الكبرى” النوعية التي نفذها الاستشهاديان جمال إسماعيل ومحمد المصري باستخدام زورق بحري تم تفجيره بسفينة “دبور” الإسرائيلية التي غرقت ما أدى الى إصابة أربعة جنود.
_ عملية “الصيف الساخن” التي استهدفت موقعاً لجيش الاحتلال في مستوطنة “كوسوفيم” شرق دير البلح (وسط القطاع)، نفذها الاستشهادي محمد الجعبري وقد أسفرت العملية عن قتل وجرح العديد من الجنود الاحتلال كما استقالة قائد المنطقة الجنوبية في الجيش فيما بعد.
_ عملية “انتقام الحرائر” نفذتها الاستشهادية ميرفت مسعود مخترقةً وسط تجمع لجنود الاحتلال في بلدة بيت حانون (شمالي القطاع) مما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم.
_ عملية “أم الرشراش – إيلات المحتلة” التي نفذها الاستشهادي محمد فيصل السكسك وقد أدت الى مقتل ثلاثة جنود وإصابة آخرين.
بالإضافة الى تنفيذ العديد من عمليات قنص وتفجير ناقلات وآليات الاحتلال كما العمليات في الداخل الفلسطيني المحتل. وقد أشرف القائد الحرازين على تطوير صواريخ سرايا القدس واختبارها ميدانياً، وكان يتابع المجاهدين خاصة المرابطين في المناطق عند حدود قطاع غزّة ومناطق الاجتياحات وتوغلات الاحتلال.
الشهادة والرد
بعد أن وضع الاحتلال اسم القائد الحرازين على قائمة الاغتيالات لمدّة تسع سنوات، قصفت طائرات الاحتلال في السابع عشر من شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2007 سيارة القائد الحرازين قرب المجمع الإيطالي في حي النصري غرب مدينة غزّة، فاستشهد والى جانبه القائد الميداني جهاد ضاهر. خرجت الجماهير الحاشدة الفلسطينية في شوارع القطاع لتشييع القائدين.
وقد نعته أيضاً كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس ووصفته بـ “شهيد شعبنا”، فيما كانت صواريخ سرايا القدس تطال مناطق الداخل المحتل. لكن الاحتلال تعنّت في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، واستهدف مجموعة من مجاهدي السرايا أثناء عملهم الجهادي، وهم كريم الدحدوح، وعمار أبو السعيد، وأيمن العيلة، ونائل طافش، وحسام أبو حبل، ومحمد الترامسي، وأسامة ياسين، وسمير بكر. ولأن اغتيالهم تزامن مع “يوم عرفة” في التقويم الهجري، سمّيت هذه المجموعة بالإضافة الى الشهيدين الحرازين وضاهر، بـ “شهداء يوم عرفة” أو “شهداء التلبية بالدماء”.