كشف التقرير الأخير الصادر عن اليونيسف منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ان عدد الأطفال اليمنيين الذين قتلوا منذ بدء الحرب في آذار/ مارس عام 2015 بلغ أكثر من 11 ألف. وتأتي هذه الاحصائيات في الوقت الذي تراهن فيه السعودية على قبول الحكومة في صنعاء بظروف الحصار، وتشريعه عبر اتفاق متبادل كشرط أساسي لتمديد الهدنة، التي كانت قد أعلنت بداية نيسان/ ابريل الماضي، وهذا ما ترفضه الأخيرة لما يترتب على ذلك من انتهاكات إنسانية وتداعيات اقتصادية وسياسية تبقي البلاد ضمن مربع الأزمات.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن أكثر من 11000 فتى وفتاة قتلوا أو أصيبوا في الحرب في اليمن، بمعدل 4 في اليوم منذ بدء الحرب، وتضيف ان “العدد من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير”.
كما أطلقت رئيسة الوكالة كاثرين راسل، التي أنهت زيارة للبلاد، نداء اليونيسف للعمل الإنساني للأطفال بقيمة 10.3 مليار دولار لتوفير خدمات المياه والصرف الصحي والتغذية والتعليم والصحة والحماية للأطفال في جميع أنحاء العالم المتضررين من النزاعات والكوارث. مشيرة إلى انه خلال الهدنة فقد قتل أو جرح 62 طفلاً آخر في الفترة منذ أن انتهت الهدنة في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر و30 تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويشير التقرير إلى ان هناك ما لا يقل عن 74 طفلاً من بين 164 شخصًا قتلوا أو أصيبوا بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة بين شهري تموز/ يوليو وسبتمبر/ أيلول فقط.
لا تزال اليمن واحدة من أكثر الأوضاع الإنسانية إلحاحًا في العالم. يحتاج أكثر من 23.4 مليون شخص، أو ثلاثة أرباع السكان، إلى المساعدة والحماية. أكثر من نصفهم من الأطفال. وقدرت اليونيسف أن 2.2 مليون شاب يعانون من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك حوالي 540.000 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
ويفتقر أكثر من 17.8 مليون يمني إلى الوصول إلى خدمات المياه المأمونة والصرف الصحي والنظافة، في حين أن النظام الصحي في البلاد كان هشًا للغاية لسنوات.
في حين ان نصف المرافق الصحية فقط تعمل، مما يترك ما يقارب 22 مليون شخص – بما في ذلك حوالي 10 ملايين طفل – دون الحصول على الرعاية الكافية.
6 ملايين طفل من دون تعليم
كما يعتبر قطاع التعليم، من أكثر القطاعات التي تسببت الحرب في تدميره تقريباً. وأثرت مباشرة في ركود تغطية التحصين، حيث فقد 28% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام التطعيمات الروتينية. وتجدر الإشارة إلى ان المدارس كانت هدفاً دائماً لدى التحالف، وأبرزها مدرسة الراعي، شرق العاصمة صنعاء، التي ارتكب فيها مجزرة راح ضحيتها 13 طالبة وأصيب العشرات من الأطفال.
إن الوضع، إلى جانب عدم الحصول على المياه الصالحة للشرب، يعني أن الأطفال معرضون بشدة لخطر الإصابة بأمراض مثل الكوليرا والحصبة والدفتيريا.
وحذرت اليونيسف من أن اليمن يواجه أيضاً أزمة تعليمية حادة، لها عواقب وخيمة على الأطفال على المدى الطويل. وقالت ان هناك مليونا فتى وفتاة خارج المدرسة حاليًا، مما قد يرتفع إلى ستة ملايين حيث تعرضت مدرسة واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس للدمار أو لأضرار جزئية.
كما تضع اليونيسف ضمن برنامجها التي تسعى إلى تطبيقه، الحصول على حوالي 484.5 مليون دولار للاستجابة للأزمة في اليمن طوال عام 2023، محذرة من أن نقص التمويل الذي يمكن التنبؤ به يعرض حياة الأطفال ورفاهيتهم للخطر.
وعلى الرغم من التحديات، تمكنت الوكالة هذا العام من تنفيذ تدخلات شملت دعم علاج سوء التغذية الحاد الوخيم لأكثر من 260 ألف طفل. تلقى 1.5 مليون أسرة تقريباً تحويلات نقدية طارئة كل ثلاثة أشهر، يستفيد منها حوالي 9 ملايين شخص.
كما زودت اليونيسف حوالي 4.7 مليون يمني بإمكانية الوصول إلى مياه الشرب الآمنة والمستدامة عن طريق النقل بالشاحنات، وتركيب نقاط التوزيع، وتوسيع أنظمة إمدادات المياه لمخيمات النازحين داخلياً.
وشملت الإجراءات الأخرى توفير التطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال لما لا يقل عن 1.6 مليون طفل، ودعم خدمات صحة الأم والوليد والطفل في 24 مستشفى تقدم المساعدة التشغيلية، فضلاً عن المعدات والإمدادات.