الرئيسية / إقليمي دولي / ماذا وراء تعليق عقوبة 80% من مثيري الشغب في ايران؟

ماذا وراء تعليق عقوبة 80% من مثيري الشغب في ايران؟

أعدّ المستشار في مركز التقييمات الاستراتيجية، إيريك إيدلمان، في أيار/ مايو عام 2020، توصيات قدمت لمراكز الأبحاث الأميركية حيال التعامل مع الاحتجاجات في إيران. وأكد في التقرير الذي قدّمه مع زميل أول في مركز لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، راي تقية، على مجموعة أساليب يجب على الإدارة الأميركية اتباعها لدعم المتظاهرين في طهران. وفيما ركّزت الاستراتيجية المُقَدَّمة على المستويين الاقتصادي والاستخباري- العسكري، كشفت الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة الإيرانية عن عدد من الممارسات الفعلية التي تشي بأن غرفاً سوداء قد أعدّت لهذا الغرض.

محاولات للتأثير على سعر صرف العملة الوطنية

خلال الفترة الماضية، حرِصت الآلة الإعلامية الغربية- الخليجية على ضخ كمّ هائل من الاخبار التي تؤثر على الأسواق الإيرانية. واستهدفت بشكل مباشر سعر صرف العملة الوطنية. وقد أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة، علي بهادري جهرمي، أنه خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تم نشر 35 ألف خبر كاذب حول قيمة العملة الوطنية. وقال “لا يوجد لدينا اختلال في توازن العملة، وواردات البلد من العملات الأجنبية أكبر من صادراته”. مضيفاً انه “خلال الاضطرابات الأخيرة، خلق العدو حالة من انعدام الأمن في البلاد… سحب بعض المستثمرين المحليين والأجانب رؤوس أموالهم من سوق البلاد، وهذا أحد أسباب زيادة سعر العملة في الأيام الأخيرة… نشر هذه الأخبار يؤثر سلباً على سوق العملات”.

من جهته أشار وزير الداخلية، أحمد وحيدي، انه بعدما استطاع الشعب الإيراني التغلّب على المشروع المخطط له، بدأ “العدو يبحث عن اختراق في الاقتصاد”. وقال “العدو يسعى الآن لتعويض الفشل في الاضطرابات التي تغلغلت في مختلف المجالات الاقتصادية في البلاد. بعض الشخصيات الإيرانية باعت نفسها للعدو من خلال متحدثين أجانب، وبدخولهم الميدان يحاولون إضعاف الثورة. طبعا هذه هي أضعف العناكب حسب القرآن”.

فيما رصد خلال الأحداث الأخيرة وما تبعها من تغطيات إعلامية، تنفّذها حوالي 220 قناة ومنصة إعلامية، منها الناطقة باللغة الفارسية، ان التركيز يصب على عدة اتجاهات:

-استمرار التدفق الهائل لنشر الأكاذيب من قبل وسائل الإعلام المعادية

-الرغبة بزيادة التكاليف الأمنية والبشرية للأخبار والإشاعات الكاذبة، حتى لو لم يكن لها الأثر والنتيجة المرجوة لوسائل الإعلام.

– أسلوب “استخدام التأثير التدريجي للأخبار المُلفّقة” في ذهن الجمهور حول مواضيع من المحتمل أن تثير الشائعات.

-الاعتماد على طبيعة إنشاء منصات وقنوات باللغة الفارسية لأهداف معادية للإسلام ولإيران.

-ارتفاع حجم التغريدات المعادية للجمهورية الإسلامية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

-تعاون ملحوظ لمنصة تويتر الواسع مع أنظمة المعلومات الغربية في التيارات المتعلقة بالاضطرابات الأخيرة في إيران.

-الزيادة المتزايدة في جمهور معين (شباب وطلاب وقادة رأي) على تويتر.

مصادرة 100 نوع من الأسلحة

كانت من أولى الأهداف التي أشعلت لأجلها أعمال الشغب الأخيرة في الشوارع الإيرانية، اثارة الفتنة بين المحافظات. اذ ان إيران معروفة بتنوعها الطائفي. ويلاحظ انه تم استهداف المحافظات بطريقة ممنهجة لإثارة النعرات. ويأتي في المقدمة، استهداف مقام شاه جراغ في شيراز ذات الأغلبية الشيعية، واحباط محاولة تفجير في سيستان وبلوشستان ذات الأغلبية السنية، وما رافقها من اعتداءات ممنهجة ضد مراكز الشرطة.

وأشارت مصادر مطلعة لموقع “الخنادق”، انه “تم القبض على مشتبه به يحمل أسلحة ممنوعة في محور إيرانشهر كاش، تم ضبط 8 أسلحة فردية و2560 ذخيرة للمسدسات الفردية والأسلحة الحربية كلاشنكوف. ومن جهته، أكد قائد شرطة سيستان وبلوشستان، محمد قنبري، أنه قد تم “تدمير 4 عصابات تهريب أسلحة في المحافظة… وتم اكتشاف حوالي 100 نوع من الأسلحة والكلاشينكوف وكمية كبيرة من الذخيرة لدى هذه العصابات، وبعد استجواب أفراد العصابة تبين أن هذه الأسلحة كانت معدة لنقلها إلى داخل البلاد من أجل استغلالها، خلال أعمال الشغب الأخيرة”. كما تم اعتقال من قاموا بإشعال النار في مسجد بندر أنزلي، ويقول رئيس الشرطة في محافظة جيلان، أنه عقب إطلاق النار المتعمد على مسجد بندر أنزلي جام بمواد حارقة، تم تحديد هوية مرتكبي هذا العمل واعتقالهم. وفي عملية مفاجئة تم إلقاء القبض عليهم، فيما اعترفوا لاحقاً بأنهم قد تأثروا بالأخبار الكاذبة التي تم الترويج لها.

أما الجانب الذي لم يحظَ باهتمام الآلة الإعلامية الغربية، هو ذلك الذي يعنى بالتصويب على ما يعانيه الإيرانيون من أعمال الشغب تلك. وتقول زوجة الشهيد يزدان قجري: “عندما كان زوجي يحترق في النار وقف المشاغبون ليصورونه”. فيما توجه شقيق الشهيد، إلى المؤثرين والمشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي: الآن على المشاهير أن يأتوا ويقولوا بالهاشتاغ لماذا قتل أخي. أنا متأكد من أنه إذا تم إلقاء القبض على قتلة أخي، فإن هؤلاء المشاهير أنفسهم سوف يستنكرون اعدام هؤلاء. أقول لهؤلاء المشاهير، إذا قتل أحدهم ولدك أو أخيك، فهل ستظل تقول لا تقتل القاتل؟”.

تعليق تنفيذ العقوبة عن 80% من مثيري الشغب

وعلى الرغم من الهجوم الممنهج الذي تعرضت له طهران، خلال الاحتجاجات التي وصلت إلى أدنى مستوياتها، حسب معهد الحرب الأميركي، بوصف الأخيرة على أنها مقيّدة للحريات، وتتجه إلى قمع وتجريم كل من شارك في تلك الأعمال، أكد نائب المدعي العام لمركز خراسان رضوي، أنه “قد تم تعليق عقوبة المنخدعين في أعمال الشغب الأخيرة في مشهد والتي تضم أكثر من 80٪ من القضايا لمدة سنتين… سيتم اخضاع هؤلاء الأشخاص لدروس توجيهية ودورات إرشادية وجهادية.. وهي إجراءات ستحل محل تنفيذ العقوبة التي كان قد أصدرها القضاء بحقهم”. وأضاف: “إذا لم يرتكبوا أي جريمة في غضون عامين، فلن يكون لديهم سجل قضائي”. مشيراً إلى ان “معظم المشاركين في أعمال الشغب قد تعرضوا للخداع، وقد كانوا متحمسين حينها، ولم يقوموا بإجراءات ممنهجة ومنظمة، وأتت خطوة تعليق العقوبة كمحاولة لمساعدتهم”.

الكاتب: غرفة التحرير

شاهد أيضاً

ميزانية تشبع اليمين فقط: نتنياهو يهمل الواقع الاقتصادي للكيان

“6 أشهر من الفشل”، هكذا وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية أداء حكومة اليمين المتطرّف برئاسة بنيامين …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل