الرئيسية / إقليمي دولي / الشهيد سليماني والمقاومة الفلسطينية.. شهادات على عمق العلاقة

الشهيد سليماني والمقاومة الفلسطينية.. شهادات على عمق العلاقة

لا تزال الكلمات الأولى لبيانات نعي الفصائل الفلسطينية هي الأكثر تعبيراً عن عمق العلاقة ودور قائد قوّة القدس الشهيد قاسم سليماني بها وبفلسطين وقضيتها. كسِب الحاج قاسم من حركة حماس لقب “شهيد القدس”، فيما وصفته حركة الجهاد الإسلامي بـ “المعلّم الكبير وقائد فذّ لم يجارِه في موقفه وفي جهاده أحد منذ عقود في فلسطين وفي المنطقة”، وفي السياق نفسه قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن “الشعب الفلسطيني لن ينسى دور سليماني المبادر والبارز في تجسيد موقف الجمهورية الإسلامية بدعم حقوقه ونضاله ضدّ العدو الصهيوني ودعم قوى المقاومة وتطوير قدراتها”.

الدعم المطلق

عُرف عن الحاج قاسم دعمه الكبير للمقاومة الفلسطينية، فساهم في بناء قدراتها وحفر أنفاقها التي شكّلت أرضية العمل العسكري والأمني للمقاومة، ومدّها بمختلف أنواع السلاح، من الخفيف منذ مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000 وصولاً الى الثقيل قبل شهادته. وهو ما يُقرأ في تصريحات الفصائل ومسؤوليها.

اذ كشف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في الذكرى الثانية لاستشهاد الحاج قاسم أن المقاومة قصفت “تل أبيب” لأول مرّة بصواريخ وصلت الى قطاع غزّة بإشراف مباشر من القائد سليماني. كما شدّدت سرايا القدس “أبو حمزة” أن الحاج قاسم “أشرف على امتداد عقدين من الزمان على الدعم المباشر لفلسطين، ونقل الخبرات العسكرية والأمنية لمجاهديها”.

مواجهة المشروع الأمريكي – الصهيوني

من جهة أخرى، تشهد الفصائل الفلسطينية على دور الحاج قاسم في مواجهة المشروع الأمريكي والصهيوني في فلسطين والمنطقة، فقد أكّد مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم أنّ “القائد الكبير الشهيد قاسم سليماني شكّل خطراً كبيراً على وجود الكيان الصهيوني، ووقف سداً ودرعاً في وجه الأطماع والمخططات الأميركية للسيطرة على شعوب الأمة ونهب مقدراتها”، مضيفاً أن الشهيد سليماني “ركز جهده وجهاده من أجل زوال الكيان الصهيوني وكنسه عن أرض فلسطين”.

لم يكن تسلّمه لقيادة قوّة القدس في حرس الثورة الإسلامية عام 1998، هي بداية علاقته بفلسطين، فيُذكر أن للشهيد دور في إنجاح مؤتمرات دعم الانتفاضة الفلسطينية عام 1991، تلك الفترة التي كان يُضع فيها “اتفاق أوسلو” على سكة التوقيع مع كيان الاحتلال.

فلسطين في كلام الشهيد سليماني

تختصر رسائل الحاج قاسم الى الشعب الفلسطيني وقادة الفصائل الفلسطينية رؤيته لفلسطين المحتلّة التي رأى فيها “القلب النابض الذي يضخ الدماء في شرايين البشرية ليهب الإنسانية حياة جديدة في كل حين وفلسطين هي من تهب العالم العنفوان وتسقي بدماء أبناءها وأطفالها المظلومين سنابل الحرية والتحرر، فتهز الضمائر وتوقظ الشعوب من سباتها العميق… إن فلسطين في هذا الزمن هي الحد الفاصل بين الحق والباطل وبين الجور والعدالة وبين الظالم والمظلوم… إن فلسطين هي البركان الإلهي الذي لا يمكن إخماده إلا بدحر الغاصب المحتل”.

أظهر الحاج قاسم في رسائله التزماً متيناً وموقفاً ثابتةً من فلسطين والقدس المحتلّة، حين قال إن “الدفاع عن فلسطين شرف وعزّة لنا، ولن نتخلى عن هذا الواجب الديني مقابل أي شي من متاع هذه الدنيا وحطامها… إن إيران الإسلامية لن تترك فلسطين وحدها مهما تعاظمت عليها الضغوط واستحكم عليها الحصار… إننا باقون على العهد ولن نبدل تبديلا.. وليعلم القتلة والمرتزقة بأننا لن نتوارى للحظة عن الدفاع عن المقاومة ودعمها ودعم الشعب الفلسطيني ولن نتردد في هذا”، لافتاً الى أن “أصدقاء فلسطين وداعموها أصدقاؤنا، وأعداؤها أعداؤنا، هذه كانت سياستنا السابقة وستبقى”.

آمن الشهيد سليماني بالمقاومة الفلسطينية وقدرتها على تحقيق الانتصارات ووجّه رسالة الى داعمي “إسرائيل” مفادها “ليعلم العالم أجمع أن نزع سلاح المقاومة هرتقة باطلة ووهم لن يتحقق وأحلام يقظة لن تمر بل كلها أمنيات جائرة كاحلة مآلاتها المقابر”، مشيراً الى أهمية الوحدة والالتفاف حول خيار المقاومة فـ “إن وحدتنا من أجل فلسطين ستصيب الأعداء بالرعب وتجعل العالم كله غير آمن أمام مغتصبي فلسطين”.

تمنى الحاج قاسم الشهادة “على خط فلسطين” التي وصفها بـ “الجبهة الأطهر” واعتبر أن هذه الأمنية “يتوق إليها كل مسلم شريف وأحرار الإنسانية يفخرون بها”.

الكاتب: غرفة التحرير

شاهد أيضاً

ميزانية تشبع اليمين فقط: نتنياهو يهمل الواقع الاقتصادي للكيان

“6 أشهر من الفشل”، هكذا وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية أداء حكومة اليمين المتطرّف برئاسة بنيامين …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل