تواجه الجمهورية الإسلامية في إيران، جولة جديدة من الحرب التركيبية عليها، تتمثل في حرب العملة، التي تهدف الى خفض قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار الأميركي، مستفيدةً من توقف المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، ومن فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية، إثر مزاعم المعسكر الغربي عن حصول قمع لاحتجاجات شعبية، فيما الوقائع والحقائق تثبت بأن إيران تواجه حرباً ضروساً شاملة منذ 3 أشهر.
وتتراوح تقديرات انخفاض العملة الإيرانية ما بين 13% الى 40 % من قيمتها، ما دفع بالكثيرين الى مخاطبة المسؤولين بشكل صريح، بضرورة اتخاذ قرارات عاجلة وفورية للسيطرة على أسعار العملات الأجنبية.
كما لا يخفى هنا بأن الإعلام خاصة الأميركي منه، يركز على إظهار المشاكل الصغيرة بأنها كبيرة، وأنها عصفت باقتصاد البلاد، وهذا ما كشفه المتحدث باسم الحكومة، بحيث تم إحصاء نحو 35 ألف خبر كاذب خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي لوحده فقط. لكن الواقع يقول بأن هكذا مشكلة استطاع المسؤولون الإيرانيون حلها سابقاً، ويمكن حلّها الآن أيضاً، لا سيما بأن هذا البلد قد حقق الاكتفاء الذاتي من خلال الإنتاج والصناعة والزراعة والتجارة. كما أن الصادرات النفطية ارتفعت كمياتها بشكل كبير في الفترة الأخيرة، والتي تساعد حتماً في إدخال العملات الصعبة الى البلاد، بالإضافة الى الصادرات غير النفطية التي بلغت قيمتها 44 مليار دولار خلال 10 أشهر بنسبة نمو 19 %.
إجراءات الحكومة
_ قبول الفريق الوزاري في الحكومة استقالة صالح آبادي من رئاسة البنك المركزي، وتعيين محمد رضا فرزين مكانه.
وكان علي صالح آبادي قد مثُل أمام البرلمان، وألقى باللوم جزئياً على أعمال الشغب والاحتجاجات التي حصلت في الفترة الأخيرة ضمن الحرب التركيبية، في التسبب بانخفاض العملة إلى مستويات قياسية، والذي جرى بالتزامن مع ارتفاع أسعار الفائدة في أكثر من 90 دولة حول العالم.
كما سبق للحكومة أن أقالت نائب حاكم البنك المركزي أفشين خاني، المسؤول عن إدارة النقد الأجنبي في البنك، في الـ 14 من كانون الأول / ديسمبر، وعيّنت مكانه الخبير الاقتصادي محمد آرام.
_اعتقال وزارة المخابرات 20 شخصاً من أصل 300 شخص في سوق الصرف الأجنبي، الذين كانوا على اتصال بوكلاء من خارج إيران، ويقومون بإجراءات تساعد في تعطيل النظام الاقتصادي للبلاد، بحسب ما كشف وزير الاستخبارات السيد إسماعيل خطيب.
_ كما كشفت وزارة الاستخبارات أيضاً، تحديد أكبر شبكة للتمويل والتجهيز للفرق العملياتية لجماعة المنافقين الإرهابية، من قبل عناصر الاستخبارات، واعتقال 6 من العناصر الرئيسية للشبكة في سلسلة من الهجمات تمت بشكل متزامن في عدة مقاطعات إيرانية. وتم استدعاء 10 أشخاص يعملون ضمن شبكة واسعة مسؤولة عن تحويل الأموال من الخارج بأساليب غسيل الأموال المعقد، وتوفير المعدات المختلفة والتمويل، لتشغيل فرق إرهابية من المنافقين. وكشفت المصادر الاستخباراتية عن وجود مثلث يرعى هذه الشبكات، ويتواجد في ألبانيا والإمارات وهولندا.
_أوقفت الأجهزة الأمنية 96 من سماسرة العملات في طهران، بحسب ما كشف رئيس شرطة “الأمن الاقتصادي” في العاصمة “العقيد هدايت بهرامي”، في إطار خطط مكافحة الباعة المخلين في سوق العملة. وكشف العقيد بهرامي بأن الخطة مستمرة حتى إعادة الاستقرار إلى سوق العملات، مشيراً إلى ضبط 118 ألف دولار من الباعين، داعياً الإيرانيين إلى الإبلاغ عن مراكز بيع العملة خارج البنوك ومراكز الصرافة المعتمَدة.
الكاتب: غرفة التحرير