بعد التطورات الميدانية في مدينة سوليدار، وتفاوت الأخبار والتأكيد حول السيطرة الروسية على المدينة من عدمه، مع ترجيح أكبر للخيار الأول. زعمت المخابرات البريطانية بأن القوات الروسية تستعد للتحرك على طول نهر أوسكيل، انطلاقاً من محور اشتباك سفاتوف، الذي يقع شرقي النهر. فهذا المحور يسيطر على آخر طريق إمداد القوات الروسية من بيلغورود في روسيا إلى قواتهم في الجنوب.
وعليه فإن احتمال قيام الكرملين، بتنفيذ عملية هجومية تستهدف الجنوب على الضفة الغربية لنهر أوسكيل، قد يتحقق بنسبة كبيرة، خاصةً لما يمكن تحقيقه من نتائج جراء هذه العملية:
1)هذا من شأنه أن يحاصر ويطوق حوالي 30 إلى 40 ألف من القوات الأوكرانية، المتمركزة على جبهة سفاتوف / كريمينا، خاصة عندما يتم السيطرة على ممر كوبيانسك – إيزيوم.
2) سيمكن القوات الروسية من السيطرة على مدينة إيزيوم (جنبًا إلى جنب مع باخموت)، وعندها لن يكون بمقدور القوات الأوكرانية الدفاع عن مدينة سلافيانسك.
ما هو نهر أوسكيل؟
_نهر يتدفق جنوبًا في روسيا وأوكرانيا. ينبع تقريبًا بين كورسك وفورونيغ ويتدفق باتجاه الجنوب لكي يلتقي بنهر سيفرسكي دونيتس التي يتدفق باتجاه الجنوب شرقي حتى نقطة الالتقاء بنهر الدون، ونهر سيفرسكي هو الذي يقسم منطقة الدونباس الى إقليم لوهانسك ودونيتسك.
_يبلغ طوله 472 كيلومتراً، مع حوض تصريف مساحته تتخطى 14 ألف كيلومتر مربع.
_ يمر في المناطق الروسية التالية: كورسك، أوبلاست، بيلغورود. أما في أوكرانيا فعبر الجزء الشرقي من خاركوف أوبلاست عبر المدن التالية: كوبيانسك، كوبيانسك-فوزلوفي، كيفشاريفكا، بوروفا، دفوريتشنا.
ما هي الخيارات الأخرى للهجمات الروسية؟
_ توجيه حملة باتجاه مدينة سومي، كما حصل في بداية العملية، ولهذا الاحتمال ميزة الضغط على العاصمة كييف مباشرةً، وإعادة انتشار قواتها داخل العاصمة. لكنه احتمال بعيد نسبياً، ربما لأن الأهداف الروسية لم تعد مرتبطة بإسقاط حكومة كييف، بقدر ما هو ضمان تحرير المناطق الأربعة التي أعلنت استقلالها.
_ توجيه حملة انطلاقاً من زابوروجيا باتجاه الشمال، بهدف السيطرة على الضفة الشرقية لنهر دنيبر. ومن المهم في هذه العملية الوصول إلى مدينة “بافلوغراد” وهي المدينة الرئيسية على الطريق السريع ما بين دنيبرو ودونيتسك، بهدف ضرب مركز الخدمات اللوجستية لأوكرانيا على محور دونيتسك.
_ هناك احتمال رابع غير بعيد، وهجوم الضفة الغربية من بيلاروسيا، خاصةً بعد رصد كمية هائلة من الأسلحة تتدفق إلى بيلاروسيا مؤخراً، تحت هدف إجراء مناورات بين روسيا وبيلاروسيا، على أن يستهدف الهجوم البيلاروسي مدينتي “زيتومير” و”فينيتسا”، بدلاً من العاصمة كييف، لأن هكذا هجوم يعطي إمكانية كبيرة لاعتراض تدفق الأسلحة من شركاء أوكرانيا في الناتو، والتي يجب أن تجتاز أوكرانيا بأكملها، لكي تصل الى جبهات القتال.
_ قد تتحرك روسيا كما حصل في بداية العملية، باتجاهات مختلفة من أجل التمويه والمخادعة، وربما أيضاً من جميع المحاور التي ذكرت أعلاه، مع مرونة انتظار النتائج الميدانية لكي تحسم هي مكان استمرار العمليات الهجومية ووجهاتها.
الكاتب: علي نور الدين