تتوسع دائرة الانقسام السياسي في كيان الاحتلال لتزيد حدة الأزمة السياسية الأخيرة التي أنتجت بعيد الانتخابات الأخيرة، وترجمت مظاهرات للمستوطنين وتقاذف للمسؤوليات بين أركان سلطة الإسرائيلية. في حين توجهت صحيفة هآرتس العبرية، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو بالقول: “أنت تعرف الآن بأنه إذا سيطرت ديكتاتورية هنا فستسفك دماء من الطرفين… هم لن يعودوا إلى روتين الحياة ولن يعودوا إلى التركيز على حياتهم الخاصة”.
النص المترجم:
بنيامين نتنياهو، أصبحت محاصراً، انتهى الأمر، كان هربك مدهشاً، لكن لعبتك وصلت إلى نهايتها. السد الذي تحصّنت خلفه ظهرت فيه ثقوب والحقيقة تعتمل في الداخل، وسيغرقك الفيضان في نهاية المطاف. ليس لك مكان تهرب إليه، وصلت إلى نهاية الطريق. اخرج رافعاً يديك. عليك الاعتراف بأن المعسكر الليبرالي في إسرائيل فاجأك بنضاله الحازم والجماهيري والناجع أكثر مما توقعت بكثير.
أين مظاهرات البيبيين لصالح الانقلاب؟ أين طوابيرك؟ أنت قمت بتضليل نفسك. بنك الاستثمارات “جي.بي.مورغان” أخجلك وأهانك بعد أن تبجحت بدعمه. قمت باستقبال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وأجريت معه محادثة في البلاد وحصلت منه على حمام بارد أمام كل العالم. سافرت إلى باريس وحصلت على ضربة على الرأس من إيمانويل ماكرون، ليس أثناء وجودكما بمفردكما بل عن طريق التسريبات لوسائل الإعلام. ما الذي تبقى؟ دعاية رون ديرمر؟ هو مقصى بسبب الاشمئزاز الذي يجده في كل مجتمع متنور.
رجال الهايتيك ضدك، والمستثمرون الأجانب ضدك، وقد بدأوا بإخراج أموالهم من البلاد، وكبار رجال الاقتصاد ضدك. أثرت عليك القطاع الذي يعد صمته وتعاونه أمرين حيويين لبقائك السياسي. أنت وحدك مع ياريف لفين وسمحا روتمان وبتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير وآريه درعي وغاليت ديستل اتبريان. أيضاً مع يئير وسارة. لم يبق لك أي صديق سياسي عقلاني واحد في كل العالم. فقط فلادمير بوتين وفيكتور أوربان. لن تصنع سلاماً مع السعودية أو مع الانتفاضة التي تشعلها في الضفة، أو مع المستوطنات والبؤر الاستيطانية.
أنت تعرف كيف سينتهي ذلك. لم يبق شخص في العالم تقدره ويقدرك. حلفاؤك يحتقرونك ويستخدمونك ويستغلون ضعفك. أصبح من الواضح لك بأن المعسكر الليبرالي قوي بما فيه الكفاية كي يمنعك من تحقيق انقلابك. أيقظته، وبفضلك وقف على قدميه.
أنت تعرف الآن بأنه إذا سيطرت ديكتاتورية هنا فستسفك دماء من الطرفين. على أي حال، سيستمرون في التظاهر. هذا لن يتوقف. هذه ليست نزوة، ولن يمر هذا. هم لن يعودوا إلى روتين الحياة ولن يعودوا إلى التركيز على حياتهم الخاصة فقط.
تعرف بأنه المظاهرات ستتبعها أفعال. سيكون عصياناً مدنياً. وتعرف بأن المعسكر الليبرالي سيرفض تمويل خططك بشأن الضرائب. وتعرف بأن العالم الديمقراطي سيؤيد من يعارضون النظام هنا. وأنت تدرك ذلك. ماكرون وجو بايدن وزعماء الغرب سيدعمون المعارضين هنا. أنت تعرف بأن الإسرائيليين سيهربون من البلاد، وكذلك المنتجون والمبدعون وقاطرات الاقتصاد والثقافة، وسيأخذون معهم أموالهم وأدمغتهم ومنتوجاتهم. سقوط شعبيتك أمر لا رجعة عنه.
من الذي يدافع عن سمعتك؟ يئير؟ يانون ميغل؟ كنتَ شاهدت ما الذي فعلته الـ سي.إن.إن. بدونالد ترامب. كشفت أكاذيبه وأدانت أفعاله وخرجت علناً ضده، وهذا ما يحدث لك أيضاً. قد تنجح في التهرب من السجن، لكنك لن تنجح في التهرب من مصير وحشي وصعب أكثر بكثير. السجن ليس فقط لبضع سنوات، لكن محو سمعتك سيكون إلى الأبد.
لقد أصبح من الواضح لك بأنك ستذكر كمن حاول تخريب الديمقراطية في إسرائيل فقط للتملص من المحاكمة. ربما إلى حين إنهاء حملة دمارك، سيسجل ضدك حرب أهلية وتدمير الاقتصاد. التاريخ لن يكتب بتغييرات يئير. هذا سينتهي بصورة سيئة.
المصدر: هآرتس