كيان الاحتلال كما عودنا انه كيان فوق المجتمع الدولي بتجاوزاته وانتهاكاته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، متجاوز الشرائع السماوية والقوانين الدولية في الإمعان والاصرار على القتل، مستخدماً لذلك ما لديه من تطورٍ للأسلحة عالية الدقة والقنابل القاتلة، والتي تصنع في الكيان والولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبا، في دعم واضح من المجتمع الدولي الغربي لهذا الكيان.
قصف البيوت الآمنة والشقق السكنية هي سياسة قديمة جديدة ينتهجها الاحتلال بعد فشلة في المواجهة المباشرة لجنوده مع المقاومين الفلسطينيين، دون اي اعتبار لعدد الشهداء المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ، ففي عام 2002م اسقطت طائرة صهيونية غادرة قنبلة تزن طن من المتفجرات على منطقة مأهولة بالسكان لاغتيال القائد صلاح شحادة وقتلت 18 شهيدا من بينهم 8 اطفال وعدد من النساء، واستمرت بهذه السياسة المجرمة الى ان وصلت لقصف الابراج لإيقاع اكبر عدد من القتلى للضغط على المقاومة وارباك الساحة الداخلية في قطاع غزة.
وفي مشهد جديد لجريمة جديدة ينعي والد الشهيدتين دانية وإيمان عدس فلذات كبده بكلمات فيها حسرة وقهر لصمت المجتمع الدولي على هذه الجريمة، حيث انه كان ينوي ان يودع دانية في يوليو المقبل ويزفها عروسة لبيت خطيبها، ويجهز لها افضل ما لديه من التجهيزات كي تعيش في بيت جديد في ارض التين والزيتون، وخطيبها الذي كان يحلم بالعيش معها بأمن وسلام وبناء مستقبل جميل رغم صعوبة الظروف بقطاع غزة، لم تتمالكه اللحظه عن اخفاء حجم القهر الذي يعتصر قلبه وهو يبحث عن اي شيء لها بين الركام، لكن آلة الموت الصهيونية أبت الا ان يكون لها كلمة السبق والفصل في خطف كل ما هو جميل، فباغتهم فجر الثلاثاء الموافق 9 من آيار/مايو بصب حمم القنابل ليفرق بين دانية وأهلها وخطيبها، وبين الاطفال وعائلاتهم، ليتحول عرسها الى بيت عزاء شهيدة، ويتحول فستان الفرح الى كفن.
متنقلا بحقده ليسطر جريمة جديدة وبشكل آخر بحق المزارع محمد ابو طعيمه، والذي يسعى على رزقه ليسد قوت يومه في ارضه شرق خانيونس، لتنتقم طائرات الاحتلال منه وتطلق صاروخا عليه ليعتلي شهيدا، ذنبه الوحيد أنه فلسطيني تشبث في ارضه، ورفض ان يستسلم للحصار، ولضيق المعيشة التي تفرضها دولة الاحتلال على شعبنا في قطاع غزة.
واننا امام هذه المشاهد من الجرائم المتكررة والتي لا تنتهي من قبل دولة الاحتلال، وقد اصبح اكثر ألما يوما بعد يوم وتزداد وتيرته دون رادع، فإننا نطالب:
اولا: الضغط بكل وسيلة على المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته اتجاه هذه الجرائم بحق البشر والحجر، ومعاقبة دولة الاحتلال وعزلها دوليا.
ثانيا: تكثيف الجهود الإسياسيعلامية لإبراز حجم الجريمة التي يتفنن العدو في فعلها.
ثالثا: مخاطبة المؤسسات الشعبية الدولية والعربية لتسليط الضوء عليها.
رابعا: الحصول على ضمانات من قبل الوسطاء تلزم دولة الاحتلال بعدم التعرض لبيوت الآمنين.
خامسا: الحديث والتذكير دائما حول القانون والاتفاقيات الدولية عبر وسائل الاعلام، والذي يجرم مثل هذه الأفعال، ويضمن الحق في حماية المدنيين.
الكاتب: فادي رمضان