لعلّ أبلغ ما يمكن قوله حول مشروع “طريق التنمية” العراقي، ولمعرفة ما مدى أهمية هذا المشروع للعراقيين، هو من خلال ما عبّر عنه الدكتور مايكل نايتس المعروف بعدائه لمحور المقاومة والذي قال في تغريدة له على موقع تويتر: “بغض النظر عن الخطأ الذي يحدث في العراق، لطالما كانت هذه فكرة رائعة ومثيرة للغاية. ما أريد أن أقوله إن النمو الاقتصادي سيعكس الديناميكيات الرهيبة. لكن من يعلم…”.
وبغض النظر عن التهديد المبطن الذي ألمح إليه نايتس في آخر تغريدته، والذي قد يعني بأن أمريكا لن يعجبها مثل هكذا مشروع، إلّا أن هذا الأخير وفقاً لما صدر حوله من معلومات، سيساهم فعلاً في نقلة نوعية للاقتصاد العراقي، بحيث لا يعتمد فقط على عوائد بيع النفط الخام، بل يصبح عقدة وصل برية إقليمية ودولية استراتيجية، بالتزامن مع ما سوف تشهده 10 محافظات عراقية، من المشاريع الساندة والصناعية والتنمية المستدامة، التي ستوفر عشرات آلاف فرص العمل والعديد من المشاريع والمصانع، وفقاً لما صرّح به مستشار رئيس الوزراء ضياء الناصري.
تفاصيل المشروع
_يبدأ الطريق التجاري من مشروع الفاو في محافظة البصرة جنوب البلاد، مروراً بمدن ذي قار والقادسية وواسط، ثمّ العاصمة بغداد، ومنها إلى صلاح الدين وكركوك ونينوى، وصولاً إلى الحدود العراقية مع كلاً من سوريا وتركيا في منطقة فيشخابور التي تقع في إقليم كردستان شمالي العراق.
_ يتضمن هذا الطريق سكة حديد العراق الجديدة التي تمتد من الفاو جنوبا إلى فيشخابور شمالاً، بطول إجمالي 1175 كم على مسارين مختلفين. وطريق بري بطول إجمالي 1190 كم. وسيكون للطريقين مساران مختلفان في منطقة الجنوب، إلا أنهما سيلتقيان في محافظة كربلاء، وبعدها سيسير الطريقان جنبا إلى جنب حتى وصولهما إلى منطقة فيشخابور. وسيتم من خلال هذه الطرق نقل الأشخاص والبضائع من أوروبا وتركيا إلى العراق والخليج وبالعكس. وسيمر في 13 محافظة عراقية.
_ سيكون منافساً جدّياً لغيره من مسارات النقل الدولية، لأنه سيختصر مدّة ما يحتاج الى 33 يوماً في مسارات أخرى، الى النصف تقريباً (مثل زمن الرحلة البحرية للسفن المحملة بالبضائع من ميناء شنغهاي الصيني إلى ميناء روتردام الهولندي).
_ تقدر الحكومة العراقية بأن هذا المشروع سيحقق أرباحاً سنوية قد تصل إلى 4.8 مليار دولار، بالإضافة الى توفير 100 ألف فرصة عمل كمرحلة أولى، ومليون فرصة.
أمّا كلفة المشروع فتصل إلى 17 مليار دولار، تشمل شراء قطارات كهربائية، ومدّ شبكة سكك حديدية بطول 1200كم.
_ أقيم في بغداد السبت الماضي، مؤتمراً نظمته الحكومة العراقية برعاية رئيسها محمد شياع السوداني، شهد مشاركة 10 دول من ضمنها العراق، وتمثلت هذه الدول عبر وزراء النقل في كل من: السعودية وإيران وتركيا والأردن وسوريا والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عُمان، وحضر أيضاً ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.
_ هناك خطط لأن يتم بالتوازي، تنفيذ مشاريع سكنية وصناعية وترفيهية ومطارات على طول الطرق.
_ مدة إنجاز المشروع بمرحلته الأولى ستبدأ عام 2024 وتنتهي في العام 2028، بمدة إنجاز قياسية خلال 4 سنوات فقط. ثم تنتهي المرحلة الثانية عام 2038، في حين ستكتمل المرحلة الثالثة في العام 2050 عند اكتمال المشروع الكامل لميناء الفاو الذي سيضم 99 رصيفا للشحن.
الكاتب: علي نور الدين