حتى الآن ولا زالت مصر تعاني من الأزمة -الفريدة من نوعها- التي حلت بها منذ الثلاثاء الماضي بعد أن علقت إحدى سفن التجارة العالمية في أشهر الممرات المائية في العالم: قناة السويس، وأصبحت محصورة بين جانبي القناة، متسببة في تعطيل كلي لحركة بقية السفن.
وكانت السفينة التابعة للشركة التايوانية إيفر غرين مارين، المسجلة في بنما، في رحلتها من الصين إلى ميناء روتردام في هولندا، تمر باتجاه الشمال عبر قناة السويس المصرية في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط عندما جنحت بسبب الرياح الشديدة- كما علق المالكون.
ويمر حوالي 12 في المئة من حجم التجارة العالمية عبر قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر وتوفر أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا، وبسبب ما حدث، وقف تعطل طابور طويل من السفن العالمية، بعد أن سدت الناقلة، التي يعادل طولها طول أربعة ملاعب لكرة القدم ويبلغ عرضها 59 متراً، الطريق.
كان من الصعب أن يمر الحدث دون أن يتفاعل معه المواطنون العاديون من كل أنحاء العالم، وبطبيعة الواقع الذي نعايشه الآن، أصبحت الشعوب تتعامل مع الأزمات والمصائب بالسخرية وإنشاء ما يُعرف بـ “الكوميكس– لنقد الواقع بطريقة ساخرة.
المثير للسخرية في هذا الأمر، أن السلطات المصرية أرسلت جرافة صغيرة للغاية -مقارنة بحجم السفينة- لإنقاذها، ما جعل الواقعة مادة جيدة لطوفان من “الكوميكس” أو “الميميز”، التي اعتمدت بصورة كبيرة على اقتباسات من سلسلة الأفلام الأمريكية الشهيرة “أوستن باورز”، وذلك بفضل مشهد حاول فيه الجاسوس البريطاني الدوران في ممر ضيق.
البعض شبهوا الموقف بما يحدث في حياتهم، مقارنين حجم الضغوط التي تواجههم وحجم المسؤوليات التي يجب أن يلتزموا بها، بحجم إمكانياتهم الحقيقي، والذي يمثل دوره هنا “الجرافة الصغيرة””.
آخرون قاموا بتشبيه الأزمة بحركة المرور، قائلين بسخرية “من الجيد أننا سلكنا طريق قناة بنما بدلاً من طريق قناة السويس”.
بعض المستخدمون شبهوا السفينة الضخمة بالاكتئاب الذي نتج عن الحظر والإغلاق بسبب كوفيد-١٩، في حين رأوا أن الجرافة لا تختلف كثيراً عن الأدوات التي لديهم للخروج من هذا الاكتئاب: المشي لفترة قصيرة يومياً.
مستخدمون آخرون رأوا أن حياتهم تشبه هذا الموقف، مشبهين أنفسهم بالسفينة المحصورة بين جانبي المجرى، وأمامهم وخلفهم أهداف كثيرة يريدون تحقيقها والعبور إليها، لكن الحياة لم تسمح لهم سوى بأن يكونوا عالقين.
لم يتوقف العالم عن التغريد حول الحادثة، والسخرية من النتائج المؤسفة التي تسببت بها هذه المشكلة، التي لم يتم حلها حتى الآن، ولا زالت “الميمز” مستمرة طالما أن الأزمة مستمرة.