غنمت “طالبان” ما قيمته مليارات الدولارات من الأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية، بعد فرض سيطرتها على العاصمة كابل ومعظم أنحاء أفغانستان.
وبحسب موقع “بوليتيكو”، ليس من الواضح للمسؤولين الأمريكيين مقدار المعدات التي استولت عليها حركة طالبان، ما يثير مخاوف من ظهور سوق إقليمي للأسلحة، قد يصبح مصدرا للجماعات الإرهابية.
وسيطرت الحركة على الأسلحة والمعدات العسكرية ومدرعات “الهمفي” والشاحنات الصغيرة وطائرات قتالية والطائرات بدون طيار.
من جهته، قال نيلز دوكيه، المدير المؤقت لمعهد السلام الفلمنكي: “ما نراه الآن هو أن هذه الأسلحة، التي انتهى بها المطاف في أيدي طالبان، من المحتمل أن تنتشر في المنطقة لعقود عديدة قادمة.. في الوقت الحالي، هم فعالون للغاية (خطيرون) فإذا كنت تريد السيطرة على الأرض، فأنت بحاجة إلى أسلحة صغيرة”.
من جهته قال كولين كلارك، مدير السياسات والبحوث في مجموعة صوفان: “لدي ثقة كاملة في أن بعض هذه المعدات سينتهي بها المطاف في أيدي القاعدة والجهات الفاعلة السيئة الأخرى، فهذا أمر لا مفر منه”. لن ينتهي هذا مع طالبان فقط.
بدوره قال غاي لامب، مدير مبادرة السلامة والعنف في جامعة كيب تاون، إن هذا يمثل خطرا أمنيا خطيرا على البلدان المحيطة بأفغانستان، لأنه يمكن بيع الأسلحة بسهولة لميليشيات داخل البلاد وفي أماكن مثل باكستان.
وأضاف لامب: “ما يحدث في هذه المواقف هو أن سماسرة السلاح سيعرفون عن أنفسهم و يعرضون نقودا أو سلعا ثمينة مقابل تلك الأنواع من الأسلحة”.
ولفت موقع “بوليتيكو” إلى أن الولايات المتحدة، منذ 2003، دعمت القوات الأفغانية بما لا يقل عن 100 ألف قطعة سلاح خفيف، مثل “M-16” و”M-4″، بالإضافة إلى 76 ألف مركبة، و16 ألف جهاز رؤية ليلية، بالإضافة إلى 162 ألف جهاز اتصال لاسلكي.
وفي الآونة الأخيرة، بين عامي 2017 و 2019 ، شحنت الولايات المتحدة إلى أفغانستان 4700 عربة همفي أخرى و 20000 قنبلة يدوية وآلاف الذخائر الصغيرة وقاذفات القنابل اليدوية، بحسب تقارير سابقة.
ورغم ذلك، لفت بعض الخبراء إلى أن فائدة تلك الأسلحة قد تنتهي أو أنها قد لا تكون فعالة بيد طالبان، دون صيانة أو قطع غيار، وفقا للموقع.
وبحسب الموقع، فإن السلطات الأمريكية باتت تسعى جاهدة لجرد جميع المعدات التي تخلى عنها الجيش الأفغاني لدى انسحابه، كما تعمل على تقدير ما إذا كانت صالحة للاستخدام عند استيلاء طالبان عليها.
ولفت الموقع إلى توقعات تستبعد أن تكون طالبان قادرة على تشغيل أي من الطائرات التي استولت عليها، نظرا لما تتطلبه من إصلاحات معقدة.
وقال الموقع إن أحد المخاوف يتمثل بأن تتمكن طالبان من التوصل إلى العيار الصحيح من الذخيرة للأسلحة، والتي سيجدون المزيد منها في السوق المفتوحة بعد نفاد المخزون المتوفر حاليا منها