الرئيسية / إقليمي دولي / اللوجستيات عصب الحروب القادمة

اللوجستيات عصب الحروب القادمة

يقال عادةً، “من الأفضل دائمًا استخلاص الدروس الصعبة من حرب شخص آخر بدلاً من استخلاصها من حرب المرء”. ولذلك فإن من أهم ما استخلصه المفكرون والمنظّرون والمتابعون العسكريون من دروس وعبر، خلال العملية العسكرية الروسية التي تجري منذ 7 أشهر في أوكرانيا، هي أهمية القصوى للدعم اللوجستي خلال المعارك (عصب الحروب). حتى أن البعض يعتقد، بأن هذا العنصر من القوة العسكرية، سيكون المتحكم بنتائج الحروب الكبرى إن حصلت مستقبلاً في العالم، لا سيما بين القوى والدول العظمى.

فما هي اللوجستيات؟

_يأتي أصل مصطلح اللوجيستيات من الكلمة الفرنسية “logistique” المشتقة من “loger” التي تعني الإقامة المؤقتة (كما في إيواء القوات العسكرية).

_هي فرع من فروع القوات العسكرية وموجودة منذ أن كان هناك تنظيم لهذه القوات، بحيث كان يتولى الفرع الموكل بها مهام إمداد القوات المسلحة بكافة أشكال الدعم التسليحي والغذائي والتجهيزي، وتأمين نقل وانتقال هذه القوات، خلال أوقات السلم والحرب.

_ يعرّفها حلف شمالي الأطلسي – الناتو بأنها علم تخطيط وتنفيذ حركة القوات والحفاظ عليها. إنها ذات أهمية حيوية لأي عملية عسكرية وبدونها لا يمكن تنفيذ العمليات واستدامتها. فيمكن النظر إلى اللوجستيات على أنها الجسر بين القوات المنتشرة والقاعدة الصناعية، التي تنتج المواد والأسلحة التي تحتاجها القوات المنشورة لإنجاز مهمتها.

_يتم تضمين الاعتبارات اللوجيستية بشكل عام في خطط المعركة في مرحلة مبكرة، لأن اللوجيستيات هي التي تحدد القوات التي يمكن تسليمها إلى مسرح العمليات، وما هي القوات التي يمكن دعمها بمجرد وجودها، وكيف سيكون بعد ذلك إيقاع العمليات.

_ حديثاً باتت تشمل أيضًا، قدرة البنية التحتية لهذه القوات وقاعدتها في التصنيع العسكري، لإمداد القوات بما يلزم من ذخائر وصواريخ… لضمان استمرار المقاتلين في تنفيذ مهامهم بكل كفاءة، وعدم خلو أي مسرح عمليات من أي نوع من القوى أو القدرات.

_ كما بات من المهم أيضاً، أن تتولى الوحدة المسؤولة عنها، تأمين ما تحتاجه الآليات العسكرية المختلفة من وقود، عبر صهاريج ومحطات تعبئة متنقلة.

_ إدارة اللوجستيات هي الوحدة العسكرية المسؤولة عن إدارة سلسلة التوريد لهذه القوات، فهي التي تخطط وتنفذ وتتحكم في تدفق الموارد المختلفة، وهي المسؤولة عن تخزين السلع، وتأمين الخدمات، وحفظ المعلومات ذات الصلة.

لذلك فهي تشمل: إدارة النقل الداخلي والخارجي، إدارة التخزين، شراء المواد والسلع المختلفة، تنفيذ الطلبات، اقتناء المرافق وتشييدها وصيانتها وتشغيلها والتصرف فيها، دعم الخدمات الطبية والصحية، وتصميم شبكة الخدمات اللوجستية (إنشاء مواقع توليد الطاقة الكهربائية، إمداد شبكات المياه للشرب والخدمة،…).

_ خلال حرب تموز من العام 2006، لم يتمكن كيان المؤقت في الاستمرار بغاراته الجوية، لولا مسارعة الإدارة الأمريكية إلى إقامة جسر جوي لتزويده بالصواريخ والقنابل الذكية. فيما كشفت تلك الحرب عن براعة حزب الله في إنشاء شبكات دعم لوجستية، استطاعت الصمود طوال أيام الحرب.

الكاتب: علي نور الدين

شاهد أيضاً

ميزانية تشبع اليمين فقط: نتنياهو يهمل الواقع الاقتصادي للكيان

“6 أشهر من الفشل”، هكذا وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية أداء حكومة اليمين المتطرّف برئاسة بنيامين …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل