سجلت المقاومة في الضفة الغربية خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، 3 عمليات إطلاق نار استهدفت جنود الاحتلال. كما سجلت عمليتي إلقاء زجاجات حارقة، وعملية تصدي للمستوطنين، وتحطيم مركبات مستوطنين، واندلاع الاشتباكات في 8 نقاط تماس. وقد دعت الفصائل الفلسطينية عقب اجتماع لها يوم أمس في قطاع غزّة، إلى “الاشتباك الشعبي مع الاحتلال الإسرائيلي في كافة نقاط التماس، بما في ذلك قطع طرق المستوطنين والاشتباك معهم في كل مكان”، نصرة للقدس والمسجد الأقصى، فالأيام المقبلة تحمل معها الانتهاكات للمسجد بسبب الأعياد اليهودية.
ذلك بالإضافة الى عملية طعن نفذها الشهيد محمد أبو جمعة (23 عامًا) قرب مستوطنة “موديعين” غرب رام الله وأدت الى إصابة 8 مستوطنين. توزعت إصاباتهم بين 5 بالطعن، و3 بغاز الفلفل خلال محاولتهم اعتقال الشهيد الذي قضى إثر إصابته برصاص جنود الاحتلال، وفق القناة “12” العبرية.
كذلك في كفر قدوم شرق قلقيلية اندلعت المواجهات مع قوات الاحتلال وفي بلدة الطور في مدينة القدس ألقى الشباب الفلسطينيون المفرقعات النارية على حاجز “الزيتونة” العسكري بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد “أبو جمعة”.
أما في نابلس استهدفت مجموعات المقاومة (عرين الأسود) حاجز “صرة” العسكري غرب المدينة. وبعدها بمدة زمنية قصيرة، أعلنت “عرين الأسود” عن إطلاق نار صوب مستوطنة “براخا” أدّت الى إصابات في الماديات. كما أطلق مقاومون فلسطينيون النار نحو أهداف للاحتلال قرب الخليل (جنوب الضفة الغربية)، واستهدفوا مركبة للمستوطنين قرب مخيم “الفوار” بالزجاجات الحارقة.
نابلس لا تخمد!
وتستمر نابلس في تقديم نموذج، يحاكي جنين، في تصاعد المقاومة وأيقوناتها من الشباب الفلسطيني. وانصياعاً لضغوطات الاحتلال اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية الشاب مصعب اشتيه. واندلعت على إثر الاعتقال احتجاجات شعبية ومسلحة في منطقتي نابلس وجنين على مدار يومين، تبعها اعتقالات السلطة لنشطاء وأسرى محررين شاركوا في هذه المظاهرات.
يحمّل الاحتلال “أشتيه” المسؤولية عن عدد من عمليات إطلاق النار التي أدت إلى مقتل وإصابة ضباط في الجيش وجنوده، وذلك برفقة الشهيد إبراهيم النابلسي، الذي اغتاله الاحتلال. كما زعمت القناة “12” العبرية ان اشتية “تولى مهام استراتيجية في حركة حماس فيما يتعلق بالبلدة القديمة في نابلس… وتلقى أموالاً من غزة والخارج تصل إلى مليون دولار بهدف شراء أسلحة وتجنيد العناصر”.
في هذا السياق، رأت صحيفة “الغارديان” البريطانية إلى أن عمليات الاحتلال واقتحاماته، تزيد من إصرار الشبان الفلسطينيين على المواجهة والرد. وأشارت إلى أن “استراتيجية الاستنزاف الإسرائيلية المعروفة باسم “جز العشب” تهدف الى إضعاف قدرة العدو على الهجوم والردع المؤقت. ولكن بدلا من قمع العمليات الفلسطينية، يبدو أن عملية كاسر الأمواج تغذي المزيد من العنف في الضفة، وتحفز جيلا جديدا من المقاتلين”. ولفتت الصحيفة إلى أن المقاومة الفلسطينية المنظمة “تزايدت بشكل مطرد منذ الاضطرابات في القدس في أيار/ مايو الماضي، حيث ظهرت مجموعتان مسلحتان جديدتان خلال الأشهر القليلة الماضية؛ لواء نابلس ولواء طوباس”.
سجلت الاحصائيات الفلسطينية 832 عملاً مقاوماً، خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، أصيب خلالها 28 إسرائيلياً بعضهم بجراحٍ خطرة. وتصاعدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال بشكل ملحوظاً مقارنة بشهر تموز / يوليو الماضي، وحينها بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال 73 عملية. كان لجنين نصيب في تنفيذ 24 منها وبينما كانت حصّة نابلس 28 عملية. واستشهد أكثر من 98 فلسطينياً برصاص الاحتلال في الضفة منذ بداية العام الحالي.