تستحوذ المرأة الإيرانية على مساحة واسعة من اهتمام ذوات التابعية “النيوليبرالية” وآلتهم الإعلامية. ليس لتسليط الضوء على ثقلها العلمي والثقافي بعد ان أصبح عدد النساء في الجامعات الإيرانية يتجاوز الـ 75%، بل لاستغلال قضاياها في معارك سياسية لم تخف وتيرتها يوماً.
أعادت قضية وفاة الشابة مهسا أميني فتح الباب مجدداً على قضية المرأة الإيرانية. لكن حملات التضامن الواسعة التي غزت منصات التواصل الاجتماعي بما يقارب المليوني تغريدة بوقت قصير، لم يرصد لها أي أثر، عندما فُرض على مهسا نفسها -كبقية الشعب الإيراني- مختلف أنواع العقوبات، منذ أكثر من 43 عاماً، والتي وصلت حد الحرمان من اللقاحات خلال وباء كورونا. هذه الازدواجية وسخاء المشاعر الإنسانية، لم تبذخ على قضايا المرأة الإيرانية فعلاً، وستنتهي مع انتهاء التحقيق الذي يتابعه الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي بنفسه، وتسليم عائلتها بأن هذه “التظاهرات لم تكن لأجلنا”. لكن، لأجل انصاف النساء الايرانيات اللواتي أثبتن جدارتهن في مختلف ميادين العمل، هذه إطلالة على بعض المسؤوليات التي تصدين لها، في المؤسسات الحكومية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية على حد سواء:
مساعدات رؤساء جمهورية: بدأت المرأة الإيرانية بالمشاركة في العمل السياسي في البلاد منذ عام 1997 على مستوى مساعدة رئيس جمهورية، في عهد الرئيس الأسبق السيد محمد خاتمي، حيث عينت، معصومة ابتكار، في هذا المنصب، وبقيت فيه طيلة 8 سنوات.
وقالت ابتكار في مقابلة تلفزيونية ان “للمرأة الايرانية دور مؤثر في كافة المجالات”، وذكرت بأنه قد خصص للنساء 30% من المناصب الحكومية، كما ان هناك 60 امرأة تتبوأ مناصب في المؤسسات الحكومية والسياسية رفيعة المستوى مثل سفيرات ومساعدات وزراء.
برلمانيات: تطرقت صحيفة تايمز اوف إسرائيل في 1 أيار/ مايو عام 2016 إلى ان عدد النساء في البرلمان الإيراني قد تجاوز عدد رجال الدين. وقالت “للمرة الاولى في تاريخ مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية في إيران، الذي انتخب اعضاؤه الجدد قبل ايام، سيكون عدد رجال الدين اقل من النساء، وكان عدد رجال الدين في مجلس الشورى المنتهية ولايته 27 مقابل 9 نساء”.
-أعضاء في مجلس الشورى ولجنة الامن القومي والسياسة الخارجية: وتقول هنا النائب السابق زهرة اللهيان -التي شغلت هذا المنصب- ان “المرأة دخلت الحياة السياسية وتشارك في صناعة القرار على أعلى المستويات، وبنسب ثابتة في الأحزاب الأساسية، مضيفة “نحن نسعى لزيادة هذا الدور، خصوصاً وأن الرجل الإيراني يؤمن بدور المرأة في الأماكن التي تثبت نفسها فيه وتنجح”.
السلك الدبلوماسي والمناصب الحكومية: عدد من النساء الإيرانيّات دخلن إلى السلك الدبلوماسي والمناصب الحكومية. منهنّ مرضية أفخم التي عُيّنت كناطقة باسم وزارة الخارجية عام 2015. الأمر لم يقتصر على أفخم، فقد تبعتها نساء أخريات كحميرا ريجي التي عُيّنت مطلع العام الحالي سفيرةً لإيران لدى سلطنة بروناي. أما عن الوزارات والهيئات الحكومية فقد شغلت مرضية وحيد دسترجردى لأول مرة، منصب وزيرة الصحة الإيرانية.
-التفوق العلمي الجامعي وباحثات في مراكز الأبحاث: وصل عدد النساء في الجامعات إلى 75%. فيما تستحوذ إيران على 8000 سيدة مؤلفة وكاتبة إضافة إلى 712 ناشرة، بعدما كانت النسبة تبلغ صفراً في مرحلة ما قبل الثورة.
-الحضور القوي في المؤسسات الأمنية والقوات المسلحة: بالإضافة إلى تواجدها في مختلف تشكيلات الجيش، هناك مشاركة فاعلة للمرأة في قوات “الباسيج” التي تعد بمثابة الجيش الشعبي. وتقول رئيسة منظمة الباسيج، مينا بياباني، ان عدد أعضاء المنظمة قد وصل عام 2021 إلى 10 ملايين. مشيرة إلى ان “الحشد النسائي كمنظمة تحافظ على كرامة المرأة من خلال الاستفادة من قدراتها”.
وفي هذا الصدد، يشير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة في إيران، إلى أن الحجاب لم يمنع الفتاة الإيرانية من ان تحصد جوائز عالمية وقال “في الرياضة النسائية، حظيت النساء بعد الثورة، 160 ميدالية عالمية في مسابقات دولية وعالمية”، إضافة إلى 35 الف مدربة رياضة بعد ان كن قبل الثورة 9 مدربات، و143 نوعاً من الرياضة النسائية بعد ان كان العدد لا يتجاوز الـ 7”.