رأى اليهودي شاؤول مشال، وهو أستاذ في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة “تل أبيب”، كما رئيس قسم الشرق الأوسط في كلية الإدارة الحكومية في جامعة “رايشمان”، أن الولايات المتحدة قد تعيد تقييم علاقاتها مع “إسرائيل” بعد تراجع تأييدها في الأوساط الأمريكية. ويتوقع في مقاله في صحيفة “هآرتس” العبرية أن واشنطن يمكن لها أن تجير “تل أبيب” على الانسحاب من الضفة الغربية المحتلة، خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران الذي سيجبر الولايات المتحدة على تغيير مواقفها في المنطقة.
المقال المترجم:
إن اليوم الذي ستعيد فيه الولايات المتحدة تقييم علاقاتها مع إسرائيل ليس بعيداً، وهذا سينتهي بتسوية قسرية تعني انسحابًا إسرائيليًا من أراضي يهودا والسامرة (الضفة الغربية). لم يعد تأييد إسرائيل في الأوساط السياسية الأمريكية كما كان عليه من قبل. التعاطف معها بين الشباب آخذ في التناقص وفيما يزداد تعاطفهم مع الفلسطينيين. إن الموقف الأمريكي يتجلى بوضوح في مواقف الإدارة من الأنشطة العسكرية والسياسية لإسرائيل بين السكان الفلسطينيين في المناطق.
والأرجح أن الجهد الأمريكي والغربي سيؤدي الى للتوصل إلى اتفاق مع إيران مع إلغاء العقوبات المفروضة عليها عاجلاً أم آجلاً. والأرجح أن الاتفاقية، من وجهة نظر أمريكية، يجب أن تُحدث تغييراً استراتيجياً في موقف الولايات المتحدة في المنطقة، وأن تُحدث تحولاً في علاقاتها مع إيران والدول العربية الموالية للغرب. ليس من المستحيل أن يتم التعبير عن التحول في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران أيضًا في استعداد أمريكي للشراكة مع إيران في ترتيب تكون فيه الولايات المتحدة قادرة على إجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضي يهودا والسامرة. وهذا ليس غريباً على الولايات المتحدة. حدث هذا في عام 1957 بعد احتلال سيناء من قبل إسرائيل، عندما طالبت بالانسحاب خلال فترة وجيزة، وبعد حرب عام 1973، عندما هدد هنري كيسنجر بإعادة تقييم العلاقات الأمريكية معها.
إن الفحص الدقيق للعلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين يكاد لا يترك أيّ إمكانية للتوصل إلى تسوية ثنائية يقبلها الطرفين على أنها تسوية دائمة؛ فكلاهما يرفض التخلي عن معتقداته الإقليمية الأساسية، ويرى كل طرف أرض إسرائيل/ فلسطين كوطن تاريخي له. بمرور الوقت، أصبحت المعسكرات المتطرفة أقوى، وبالتالي أصبحت فرصة التسوية مستحيلة. في إسرائيل، في السنوات الأخيرة، اكتسب المعسكر اليميني – الذي يميل إلى ضم الأراضي ويعارض أيّ حل ينطوي على انسحاب إسرائيلي – قوة، بينما في الجانب الفلسطيني، فإن صانعي السياسات هم الشباب الذين يعارضون أيّ تسوية إقليمية ويختلفون مع موقف السلطة الفلسطينية وموقف حماس. لذلك، لا تبدو التسوية الثنائية احتمالًا واقعيًا على الإطلاق. وبقدر ما يُنظر إلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني على أنه قضية حاسمة من قِبل كل من الأمريكيين والإيرانيين والعالم العربي، فإن التسوية القسرية التي تعني انسحاب إسرائيل من المناطق تصبح جذابة في نظرهم.
الرأي السائد في إسرائيل والدول الغربية هو أن إيران والسعودية ودول الخليج في صراع كامل – لعبة محصلتها صفر، مما يعني أن انتصار طرف هو هزيمة كاملة للطرف الآخر. العلاقات بينهما ليست ثابتة، بل على أساس المصالح المتغيرة على غرار عدو اليوم حليف الغد. هناك احتمال أن تتصرف إيران وفقًا لمبدأ عدم القبول الكامل للمملكة العربية السعودية ودول الخليج، ولكن في الوقت نفسه عدم الرفض الكامل.
النزاعات التي طال أمدها، والتي يُنظر إليها على أنها لا حل لها وتستند إلى نهج ثنائ ، تنتهي بعملية تؤدي إلى حلول متعددة الأطراف. في هذا الوقت يُنظر إليهم على أنهم لا يمكن تصوره، لكن في اليوم التالي يصبحون حقيقة لا مفر منها.
المصدر: هآرتس
الكاتب: شاؤول مشال