على الرغم من فترات الركود العسكري التي شهدتها مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلّة – التي تستعيد مقاومتها اليوم في انتفاضة من نوع جديد – بفعل العديد من السياسات وبفعل التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية، الا أن ذلك لم يخلها من الشباب الحاضرين لتلبية نداء الجهاد خاصة في الفترات التي تحمل التصعيد مع الاحتلال. وكان من بينهم القائد الميداني في سرايا القدس الذي كان أحد كوارد حركة الجهاد الإسلامي في “عقر دار” دار السلطة في رام الله.
سيرة القائد عاصي
_ ولد الشهيد محمد عاصي في بلدة “بيت لقيا” في محافظة رام الله بالضفة الغربية المحتلّة بتاريخ 16/11/1985.
_ ينتمي الى عائلة اختار أبنائها طريق المواجهة المسلّحة مع الاحتلال، ومنهم الشهداء الذين استشهدوا منذ العام 2005، عدي، جمال، مهيوب.
_ التحق الشهيد عاصي بحركة الجهاد الإسلامي في مرحلة مبكرة من عمره، وكان من النشطاء في قريته ومتقدماً في الصفوف الأمامية للعمل الجهادي.
_ على خلفية عمله الجهادي في الحركة اعتقل الاحتلال الشهيد عاصي 3 مرات ليقضي وفي المرة الرابعة والأخيرة عام 2012 اعتقلته أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وذلك على خلفية تمرير لأموال “الكانتينا” للأسرى في سجون الاحتلال. وقد قضى في الاعتقال ما مجموعه ما مجموعه 4 سنوات ونصف.
عملية “تل أبيب” النوعية
لم تكن الوحدة بين الساحات التي كرّستها معركة “وحدة الساحات” الأخيرة التي خاضتها حركة الجهاد الإسلامي ومعها فصائل أخرى في شهر آب / أغسطس الماضي فقد سبقتها أيضاً معركة “سيف القدس” الاستراتيجية التي خاضتها الفصائل جميعاً دفاعاً عن القدس وأحيائها والمسجد الأقصى، فالشهيد عاضي ربط كل الساحات الفلسطينية بتاريخ 21/11/2012. فكان التخطيط وإدارة العملية من الضفة الغربية المحتلّة، والتنفيذ في عمق الداخل المحتل في “تل أبيب” رداً على عدوان الاحتلال على قطاع غزّة آنذاك.
خطط الشهيد القائد عاصي لعميلة تفجير باص للاحتلال، كانت رداً نوعياً لسرايا القدس على اغتيال الاحتلال للقائد الكبير في كتائب الشهيد عز الدين القسّام (الجناح العسكري لحركة حماس) أحمد الجعبري، كما رداً على دماء الشهداء المدنيين في غزّة.
أدت العملية الى إيقاع الخسائر لدى الاحتلال وحوالي 20 مستوطن بين قتيل وجريح وعلى إثرها بات القائد عاصي المطلوب الأول للاحتلال آنذاك وبدأت وحداته بملاحقته.
في 22 من شهر تشرين الأول / أكتوبر عام 2013 حاصرت قوات الاحتلال القائد محمد عاصي في إحدى المغارات في الأحراش الواقعة بين بلدة “كفر نعمة” و”بلعين” غرب رام الله وطالبته بتسليم نفسه، ولكنه – على غرار العديد من قادة سرايا القدس في الضفة – رفض الاستسلام وخاض اشتباكاً مسلحاً لأكثر من 4 ساعات حتى آخر رصاصة في جعبته، ليستشهد بعدها. ونعته “الجهاد الإسلامي” متوعدة بمواصلة طريق الجهاد والمقاومة.
الكاتب: غرفة التحرير