28قتيلاً في صفوف الاحتلال ومستوطنيه منذ بداية العام الحالي، وهي حصيلة تتشابه مع العام 2015 كاملاً في ظل ذروة “انتفاضة السكاكين” التي اندلعت في القدس والضفة الغربية المحتلتين. رفعت حصيلة هذا العام الذي لم ينته بعد العملية في مستوطنة “أرئيل” (في سلفيت شمال الضفة) بالأمس اذ استطاع الشهيد محمد صوف تنفيذ عملية مزدوجة أدت الى مقتل 3 مستوطنين وإصابة 3 آخرين بدرجات متوسطة وخطيرة.
عملية مزدوجة
وزعم بيان جيش الاحتلال تفاصيل العملية، اذ إن “الشاب وصل إلى بوابة مدخل المنطقة الصناعية في “أرئيل” وطعن شخصاً هناك، وتركه بحالة حرجة، ثمّ “ذهب بعد ذلك إلى محطة وقود وطعن شخصين، أحدهما في حالة حرجة (أُعلن مقتله لاحقًا) والآخر في حالة خطيرة. بعدها “ومن هناك استقل سيارة إلى شارع 5، عكس اتجاه السير، مما تسبب بوقوع حادث، حيث أصيب ثلاثة أشخاص، اثنان في حالة حرجة (أُعلن مقتلهما لاحقًا) وواحد بحالة خطيرة”.
الاعلام العبري: العملية هي الأسوأ وتضع الحكومة الجديدة أمام تحدٍ
حجم العملية وتنوّعها بين طعن ودهس الذي لم تشهده الضفة الغربية منذ فترة، جعلها محط اهتمام وقراءة وتحليل في الاعلام العبري. فقد قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن المؤسسة الأمنية تحاول أن تفهم كيف أن المنفذ وصل إلى “أرئيل” بدون سلاح، وبدون سيارة، ونفذ هذه الموجة المزدوجة من العملية في 3 مناطق متفرقة على مدار 20 دقيقة حتى تم تحييده”.
كما بيّنت الصحيفة أن التحقيق الذي فتحه الجيش يحاول الإجابة عن إشكاليات حول حارس الأمن الذي “أطلق النار في الهواء ولم يجرؤ على إطلاق النار تجاه المنفذ”، إلى جانب “أسئلة تتعلق بعدم اليقظة وتمكن المنفذ من الفرار سالمًا من أكثر من مكان قبل مهاجمته”.
بدورها، وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن عملية “أرئيل” هي “الأسوأ منذ عملية “إلعاد” التي وقعت في آذار/ مارس الماضي في الداخل الفلسطيني المحتل، معتبرةً أن “ما يجري نوع من الواقع الجديد الذي قد يطول أمده وليس مرتبط بموجة متسارعة من الهجمات”.
وتابعت الصحيفة أن عمليات المقاومة “ستشكل مشكلة للحكومة اليمينية الجديدة” وأن “الخطاب العدواني الذي حمله العديد من أعضاء الحكومة المستقبلية خلال فترة وجودهم، لن يساعد بعد الآن على خفض التوتر”. كذلك رأت صحف ووسائل إعلام عبرية أخرى أن العملية معقدة وتمت في ساحتين مختلفتين من دون إنذار مسبق وهو ما يعدّ فشلاً أمنياً جديداً.
مسؤولو الاحتلال: إسرائيل في وضع عصيب وخطير
أمّا مسؤولو الكيان من رئيس الحكومة يائير لابيد الى عضو الكنيست ايتمار من غفير ورئيس مجلس “يشاع الاستيطاني” شلومو نعيمان، فقد أجمعوا أن العملية وضعت “إسرائيل وجمهورها في وضع عصيب، وهي خطيرة”. فيما علّق رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي دغان بالقول إن “عملية الطعن هي نتيجة واضحة لفقدان السيطرة والردع”.
وعلى إثر العملية المزدوجة، أصدر جيش الاحتلال أوامر لفرقة الضفة الغربية العسكرية، برفع حالة التأهب في صفوف القوات خلال الساعات الـ 72 المقبلة، تحسبا من تنفيذ تحاكي عملية “أرئيل”. وقد حضر رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي الى مكان العملية وزعم أن الجيش “سيحقق في الواقعة ويستخلص العبر”.
كما أجبرت العملية الاحتلال على إغلاق الأبواب الرئيسية عند مداخل قرية سلفيت كافة بحواجز عسكرية وسواتر ترابية”. واقتحمت قوات الاحتلال البلدة وسط تصدي الفلسطينيين، كما يمهّد الاحتلال لهدم منزل الشهيد الذي نفّذ العملية.
فصائل المقاومة: تحطّم المنظومة الأمنية للاحتلال واستمرار المقاومة
في المقابل رحّبت الفصائل الفلسطينية بالعملية وباركتها، وقد أشارت حركة حماس الى أن العملية “دليل على فشل إسرائيل ومنظومتها الأمنية وقواتها العسكرية في قتل روح المقاومة ومنع تمددها”. أمّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد رأت فيها “رسالة جديدة تؤكّد إصرار الشعب الفلسطيني على استمرار مقاومته وردًا على سياسة الاعدامات الميدانيّة” لافتةً الى أن “كل إجراءات الاحتلال وقواته الأمنيّة والعسكريّة لن تستطيع أيقاف المقاومة”.
وفي السياق نفسه، أكّد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية طارق عز الدين أن “هذه العملية الفدائية تؤكد مرة أخرى هشاشة هذا الاحتلال المجرم وتحطم منظومته الأمنية والعسكرية. كما شدد على أن “العملية البطولية هي رد شعبنا على مواقف وتهديدات قادة اليمين الصهيوني الذين يتبجحون بفوزهم في انتخاباتهم المزعومة، لتقول لهم أن رد شعبنا عليهم بالمزيد من العمل المقاوم المميز”.
الكاتب: غرفة التحرير