الرئيسية / إقليمي دولي / السياسات الدولية تجاه سوريا: لرفع تمويل المسلحين ومناورات في العمق السوري

السياسات الدولية تجاه سوريا: لرفع تمويل المسلحين ومناورات في العمق السوري

اصدر مركز دراسات غرب آسيا تقريرًا يرصد اتجاهات السياسات الدولية في الساحة السورية وفق ما تكشفه توجّهات وتوصيات مراكز الأبحاث والتصريحات الرسمية والإجراءات الميدانية خلال الاسبوعين الأخيرين. حيث أعادت مراكز التفكير الحديث عن تعرّض منشآت الاحتجاز في سوريا والعراق لهجمات داعش، بالإضافة إلى الحديث عن إعادة الإعمار في سوريا وتنبيه الاتحاد الأوروبي من مخاطر الانجرار لتمويلها.

أما على المستوى السياسي فسيتم رفع قيمة المنحة المالية المقدّمة للمقاتلين في الجيش الوطني السوري المعارض من قبل الولايات المتحدة، وسيتم تسليم المنحة بشكل شهري ومنتظم. كما رُصِد زيادة تفعيل مساعي المصالحة الكردية وعودة الحوار الكردي-الكردي عبر تنسيق العديد من اللقاءات الأمريكية الكردية. بحصل ذلك في الوقت الذي يشهد مسار عودة العلاقات السورية التركية إيجابية بالاتجاهين؛ مع إعلان رئيس الحزب الوطني التركي، حليف الرئيس أردوغان، العزم على تلبية دعوة من الرئيس الأسد. في حين تركيا مستمرة في مشروع التوطين والتغيير الديموغرافي، شمالي إدلب، بذريعة إزالة التهديد “الإرهابي” عن حدودها.

أما فيما بتعلق بالكيان المؤقت يجري الحديث عن قيام جيش الاحتلال “ببناء قوته البرية ليس فقط لمواجهة التهديد من لبنان، ولكن من سوريا أيضًا، و”المناورة في عمق أراضي العدو” أي المناطق السورية.

إقليميًا، طرح الأردن في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لقمة الجزائر ضرورة وجود دور عربي قيادي لحل الأزمة السورية، إلا أن الاجتماع لم يناقش ملف عودةِ نظام الأسد لشغل مقعد سوريا في الجامعة. وبالتوازي، تسعى المملكة لدور تنسيقي مع الروسي بشأن الوضع في الجنوب السوري تحت عنوان دور الوجود الروسي في تثبيت الاستقرار. فيما تعرب عن أمنيتها بعودة سورية إلى المحيط العربي بالتوازي مع نشاط في حركة الصادرات السورية إلى السعودية عبر الأردن.

إلى ذلك، نفى مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص تطبيع العلاقات مع النظام السوري بعد الزيارة الأخيرة إلى مناطق سيطرة النظام، الأمر الذي أثار كل من الأمريكي والمعارضة.

مراكز التفكير

على مستوى مراكز التفكير استعاد معهد واشنطن الحديث عن تعرّض منشآت الاحتجاز في سوريا والعراق لهجمات تنظيم الدولة الإسلامية. والأمر اللافت أنه اعتبر أن “سياسة الأمر الواقع المتمثلة في الاحتجاز لأجل غير مسمى تنتج تهديدًا أمنيًا كبيرًا للولايات المتحدة”.

كما طرح معهد المصالح الدولية مسألة وجود عملية “إعادة إعمار انتقائي” في سوريا، وقيام ما أطلق عليه الكاتب “جزر إعادة الإعمار الناشئة”، والعمل على ربط أو إعادة ربط هذه “الجزر” ببعضها البعض اقتصاديًا واجتماعيًا؛ وتنبيه الاتحاد الأوروبي من مخاطر الانجرار إلى تمويلها، واستخدام دعم مشاريع إعادة التأهيل كنقطة دخول لاختبار نهج “المزيد مقابل المزيد” مع النظام السوري مقابل مطالب محددة.

على المستوى السياسي

أمريكيًّا

-اجتماع لمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى إيثان غولدريتش والمبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، ورئيس ما يعرف بـ “الحكومة السورية المؤقّتة” بغية تعميق التنسيق وإجراء لقاءات دورية؛ أعلنت بعدها وزارة الدفاع في هذه الحكومة أنها “سترفع قيمة المنحة المالية المقدّمة للمقاتلين في الجيش الوطني السوري. وسيتم تسليم المنحة بشكل شهري ومنتظم”.

– اهتمام مكثف بمخيم الهول وزيارة وفد مشترك بين الوكالات الأمريكية له، وإعلان نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، إيثان غولدريتش، عن تخصيص ميزانية وزيادة “دعم المخيمات التي تأوي النازحين في المنطقة، وسجون الإدارة الذاتية”.

– زيادة تفعيل مساعي المصالحة الكردية وعودة الحوار الكردي-الكردي عبر تنسيق العديد من اللقاءات الأمريكية الكردية، جمعت نائب مساعد وزير الخارجية، غولدريتش، والمبعوث جرنجر مع ممثلين عن المجلس الوطني الكردي وكل حزب من “أحزاب الوحدة الوطنية الكردية”، (PYD)k، لم يساعد “المجلس الوطني الكردي” في عقد مؤتمره الرابع الذي أفشلته الإدارة الذاتية؛ إذ منعت “قوى الأمن الداخلي” (الأسايش) عقده في مدينة القامشلي، وكذلك الأمر عند انتقاله إلى مقر “الحزب الديمقراطي الكردستاني”.

– تنسيق أمريكي مع الائتلاف الوطني السوري المعارض، ومباحثات حول ملف “المحاسبة الدولية للنظام”؛ جمعت المبعوث الأميركي إلى سوريا، نائب مساعد وزير الخارجية إيثان غولدريتش ووفد من الائتلاف في تركيا، بعد عدة لقاءات مسبقة قام بها الائتلاف إلى واشنطن.

– وفد أميركي يستقبله القائد العامّ لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، وقائدة وحدات حماية المرأة، نوروز أحمد. ترأس الوفد نائب مساعد وزير الخارجية، إيثان غولدريتش، وضم نائب منسق مكتب مكافحة “الإرهاب”؛ نائب منسق مكافحة التطرف؛ نائب مساعدة وزير الخارجية لمكتب السكان والهجرة واللاجئين؛ الجهاز التنفيذي لوزارة الدفاع. وتأتي الزيارة في ظل تكثيف الجانب التركي استهداف مناطق سيطرة قسد.

– واشنطن تفعّل حركة المساءلة القانونية ضد النظام السوري داخل كل من مؤسسات مجلس الأمن والمركز “السوري للعدالة والمساءلة”، ومقره واشنطن، ومؤسسة “شؤون نزع السلاح” بإثارة ملفات تدّعي تعلّقها بـ “إتلاف النظام أدلة جرائم”، و”الفشل في طمأنة منظمة الأسلحة الكيميائية والامتثال للالتزامات” واتهام النظام بقصف مخيمات النازحين، شمال غربي سوريا، إثر التصعيد العسكري الأخير بين النظام والفصائل المعارضة.

– تقدّم في المسار القانوني الأمريكي حول “القرار الذي سيصنّف تجارة المخدرات التي يقوم بها النظام السوري كخطر عابر للحدود”، وفق البيان الأمريكي الرسمي، حيث “توصّل مجلسا النواب والشيوخ إلى “الصيغة النهائية للقرار” بانتظار عرضه على التصويت، ثم على الرئيس بايدن في كانون الأول، من أجل التوقيع عليه ودخول حيّز التنفيذ.

إسرائيليًّا

تحدث الخبير العسكري في موقع “واللا” أمير بوخبوط، عن قيام الجيش الإسرائيلي “ببناء قوته البرية ليس فقط لمواجهة التهديد من لبنان، ولكن من سوريا أيضًا، و”المناورة في عمق أراضي العدو”.

وكلاء دولتيين

– زيارة وفد من البرلمان الأوروبي، (النمسا وفرنسا) مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا لنقل واقع الحال في المنطقة إلى البرلمان في بروكسل.

– مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص ينفي تطبيع العلاقات مع النظام السوري بعد الزيارة الأخيرة إلى مناطق سيطرة النظام، الأمر الذي أثار كل من الأمريكي والمعارضة.

– السويد تعلن أن بلاه “لن تدعم الأكراد في سوريا” على لسان وزير خارجيتها، ومسد تتّهم الحكومة بالخضوع لابتزاز تركي، ويحث الشعب السويدي للتحرك.

– المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن يبذل مساعي لاستئناف اجتماعات اللجنة الدستورية مع كل من هيئة التفاوض الممثلة للمعارضة ووزارة الخارجية التركية، ومحاولة إقناع النظام السوري والروس بضرورة الاستئناف، علمًا أن رئيس هيئة التفاوض الممثلة للمعارضة أعلن رفض الخطوة مقابل خطوة بسبب عدم تقديم شرح واضح لأسبابها والأهداف المرجوة منها.

إقليميًّا

مسار عودة العلاقات السورية التركية يشهد إيجابية بالاتجاهين؛ مع إعلان رئيس الحزب الوطني التركي، حليف الرئيس أردوغان، العزم على تلبية دعوة من الرئيس الأسد. وهي إيجابية عنوانها العام اقتصادي تجاري، بالتوازي مع عدم نفي وزير الخارجية التركية إمكانية تقييم رفع مستوى العلاقات مع سوريا من المستوى الاستخباراتي إلى الدبلوماسي إذا كانت الظروف مؤاتية.

على المستوى الميداني

أمريكيًّا

– استنفار أمني أمريكي في حقلي “العمر” و”كونيكو” للغاز، بريف دير الزور الشرقي، وتغيير القوات الأمريكية وبمشاركة “قسد” كافة العناصر المتواجدين في النقاط العسكرية على مقربة من المعابر النهرية وبالقرب من بلدات درنج والطيانة وسويدان شرقي دير الزور، واستبدالهم بعناصر من عشيرة “الشعيطات”، دون معرفة الأسباب.

– محاولة تسلل مسلحين على متن سيارتي بيك أب و3 دراجات نارية من منطقة سيطرة الولايات المتحدة الأميركية جنوب سوريا إلى مناطق تابعة للحكومة السورية.

وكلاء دولتيين

– تم رصد المرصد السوري أعمال بناء قاعدة جديدة “للتحالف الدولي” بالقرب من جسر الرقة، واستقدام شاحنات تحمل صهاريج وقود وصناديق مغلقة ومواد لوجستية وكتل اسمنتية، باتجاه قواعدها في الحسكة.

– تحرّك بريطاني لافت في مدينتي كوباني ومنبج، شمال شرقي حلب، مع زيارة وفد ضمن قوات التحالف قيادات عسكرية ومدنية في المدينتين، لم يعلن حتى الآن الهدف أو الطرح الذي حمله الوفد. وهنا، مع التذكير بأن الطرح الذي حمله الوفد الأمريكي إلى هاتين المدينتين في تموز العام الجاري تضمّن العرض على قسد تسليم منبج لتركيا وتأطير الاجتياح التركي المحتمل، آنذاك.

إقليميًّا

– افتتاح الإمارات مشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني في حي المهاجرين في مدينة حمص.

– استخدام تركي لهيئة تحرير الشام في ضبط فصائل الجيش الوطني في كل من مناطق “درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام وإعادة هيكليتها بإنهاء الحالة الفصائلية القائمة ودمج أجهزتها الأمنية وتوحيد الإدارة الاقتصادية والعسكرية بما يؤمن روافع للحكومة السورية المؤقتة لكن بإدارة تركية مباشرة.

– تركيا مستمرة في مشروع التوطين والتغيير الديموغرافي، شمالي إدلب، بذريعة إزالة التهديد “الإرهابي” عن حدودها. فافتتحت القرية وهي تضم 75 ألف منزل، في حين تسعى لاستكمال 25 ألف بحلول العام الحالي، حتى يتم تأمين 100 ألف مسكن في المرحلة الأولى، ومن ثم زيادتها إلى 250 ألفاً في المرحلة الثانية، وفق تصريح وزير الخارجية التركي، ​مولود جاويش أوغلو.

– الأردن يطرح في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لقمة الجزائر ضرورة وجود دور عربي قيادي لحل الأزمة السورية، والاجتماع يفتقد مناقشة ملف عودةِ نظام الأسد لشغل مقعد سوريا في الجامعة. بالتوازي، تسعى المملكة لدور تنسيقي مع الروسي بشأن الوضع في الجنوب السوري تحت عنوان دور الوجود الروسي في تثبيت الاستقرار.

– السعودية تعرب عن أمنيتها بعودة سورية إلى المحيط العربي بالتوازي مع نشاط في حركة الصادرات السورية إلى السعودية عبر الأردن.

المصدر: مركز دراسات غرب آسيا

شاهد أيضاً

ميزانية تشبع اليمين فقط: نتنياهو يهمل الواقع الاقتصادي للكيان

“6 أشهر من الفشل”، هكذا وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية أداء حكومة اليمين المتطرّف برئاسة بنيامين …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل