خرجت المظاهرات التي تشهدها بعض الشوارع الإيرانية عن إطار السلمية منذ اليوم الأول، ودخلت التكتيكات المعتمدة الحيّز العنفي الارهابي الممنهج. حيث رصدت الأجهزة الأمنية الإيرانية، كمّاً كبيراً من أعمال الشغب التي أثّرت بشكل مباشر على الأمن والاستقرار وباتت تشكّل هاجساً لدى المواطنين الإيرانيين في مختلف المحافظات.
في تقريره الأخير الذي صدر يوم أمس في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، أشار معهد دراسات الحرب الأميركي، الى ان تجمعات المتظاهرين في شوارع طهران وكرج، إضافة للجامعات (مثل جامعة الشريف وجامعة العلامة الطبطبائي) ضعيفة للغاية. وأشار إلى ان “شباب حي كرج” أصدر بيانًا في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، يقترح أن تكون الاحتجاجات على مستوى البلاد، لكنها فشلت في زيادة الإقبال على الاحتجاج بشكل كبير، ولم تكن منسقة بشكل جيد”.
ويرجع أحد اهم الأسباب عدم تأييد الإيرانيين لهذه المظاهرات، والعزوف عن المشاركة فيها، إصرار المحتجين على استخدام اعمال العنف بشتى وسائلها، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى القتل بالسكاكين والسواطير.
قتل افراد الشرطة بالسكاكين
في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، استشهد 3 من قوات البسيج على حدود سرفان، عن طريق الضرب بالسكاكين. في حين كان التشييع (لكل من حسين زين زاده، دانيال رزازاده، رضا رضواني)، الذي أقيم في مدينة مشهد والتي حضرها الالاف رداً على عدم رضا الإيرانيين عن هذه الجرائم.
تهريب الأسلحة الفردية واستخدامها في الداخل
ونقلاً عن مركز معلومات حرس الحدود في سيستان وبلوشستان، قال سردار محمد ملشاهي، في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر، إن “حرس الحدود التابعين لفوج سروان الحدودي أبلغوا بنيّة بعض المجرمين دخول البلاد، وبعد تنفيذ الكمين ثم الاشتباك معهم، تمت مصادرة أسلحة من نوع كلاشينكوف، و85 من الذخائر، إضافة للعثور على 11 مجلداً من شهادات الميلاد وثلاث بطاقات هوية لأشخاص مختلفين”.
فيما أشار العقيد داريوش صادقفر، من ورامين، في اليوم نفسه، إلى انه قد “تم إلقاء القبض على 335 بلطجية وعصابات معروفين وتم اكتشاف 340 نوعًا من أسلحة القتال والصيد وكميات كبيرة من الأسلحة الباردة (أي السكاكين والسواطير والقبضات الحديدية..)، إضافة لحيازتهم وتوزيعهم كميات من المخدرات. كما أعلن قائد حرس الحدود في كردستان غرب ايران عن ضبط أكثر من 6000 طلقة باستخدام معدات ذكية وبصرية في الشريط الحدودي في مريوان.
ولم تنحصر عمليات القتل على افراد الشرطة، بل طالت المدنيين في الشوارع، كعملية قتل أحد زعماء مدينة زاهدان على أيدي مسلحين مجهولين.
الاعتداء على الأملاك العامة وتلك العائدة للمواطنين
وفي حديث صحفي اشار قائد شرطة محافظة سمنان، سردار عبد الله حسني، إلى عدد من الحرائق المفتعلة التي طالت مؤسسات عامة وحدائق، وقال “بحسب إعلان مركز طوارئ الشرطة 110، وقع حريق في حديقة “ملات صرخة”… وبحسب خبراء فإن الأضرار التي لحقت بها بلغت مليار تومان، وقال: نظرا لحساسية الموضوع، تم تكليف عدة فرق عملياتية مكونة من ضباط شرطة متخصصين للتحقيق في هذه القضية”. مؤكداً انه قد تم القاء القبض على الجناة في اقل من 48 ساعة. وقال “في التحقيق الفني للشرطة، اعترف المتهمون صراحة بإشعال النار، وذكروا أن سببهم ودوافعهم كانت تحريض وتشجيع بعض الشباب في الفضاء الافتراضي”.
كما وضع هؤلاء، مختلف المؤسسات الحكومية والمحال التجارية على لائحة أهدافهم التخريبية العبثية. حيث أظهرت الصور والفيديوهات التي نشرت، القيام بحرق السيارات والمباني الحكومية إضافة للحدائق والمؤسسات التجارية.
وتجدر الاشارة، إلى ان غالبية الأعمال التخريبية لا تأتي نتيجة مظاهرات واحتدام المواجهة مع القوات الأمنية، التي تحرص على عدم استخدام العنف منذ اليوم الاول، بل بقيام خلايا منظمة، ليلاً، برمي القنابل على المراكز والمحال والمؤسسات.
اضرام النار في المساجد ودور العبادة واهانة المقدسات
أعطى المتظاهرون حيّزاً واسعاً من نشاطاتهم الإرهابية للاعتداء على دور العبادة واهانة المقدسات، عند ملايين من الإيرانيين في الداخلين، وكل المسلمين في مختلف بلدان العالم. فبعد مضايقات رجال الدين، والاعتداء على العمائم التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي في حملات استنكارية، عمد هؤلاء إلى حرق عدد من المساجد. وقال قائد قوى الامن الداخلي في غرب العاصمة طهران، العميد كيوان ظهيري، أنه “قد تم القبض على عنصرين انتحاريين، خلال الاسبوع الماضي، قبل القيام بأي عمل ارهابي في “مدينة القدس” (غرب طهران).
وفي التفاصيل فقد تلقى مركز شرطة مدينة القدس اخبارية في 16 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، تفيد بان خلية انتحارية تنوي تفجير أحد المراكز الدينية داخل المدينة… وتم خلال هذه العملية ضبط مسدسين اثنين وكمية من الذخيرة وكاتمات الصوت و7 كغ من من المتفجرات”.
والجدير ذكره، انه في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هاجم إرهابي مسلّح الزوار في مزار مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم، المعروف باسم “شاه شراغ” في مدينة شيراز، ما أسفر عن استشهاد 15 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 30 آخرين.
الكاتب: غرفة التحرير