برز خلال الحرب التركيبية الأخيرة ضد إيران، تركيز جهود أعداءها على استهداف التنوع القومي، خاصة مواطنيها الأكراد. ربما لأنها الساحة الأقرب الى إقليم كردستان العراق، الذي استغل ذلك من أجل تهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية.
كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي العديد من الوسائل الإعلامية المعادية للجمهورية الإسلامية، إشاعات وصور وفيديوهات مفبركة تظهر بعض العناصر وهم مسلحون في الشوارع، وكذلك لأعمال إرهابية مثل مهاجمة منازل الناس وإضرام النار فيها، زاعمين بأنها لمناطق في محافظة كردستان إيران.
فما هي أبرز أسباب هذا الاستهداف الممنهج للإيرانيين الأكراد؟
1_بث الخوف من المناطق الكردية
يحاول المعسكر الغربي تأجيج أوضاع المناطق الكردية وإظهارها أنها خارج السيطرة، وهذا ما سيؤدي إلى تقليل حركة انتقال الناس الى المدن الغربية خوفاً من وجود الإرهابيين ومسلحين في هذه المنطقة، وهذا ما سيؤثر حتماً باقتصاد هذه المناطق.
2_محاولة إنشاء قاعدة توظيف
ويعد هذا الأمر واحداً من أهم الأسباب، بحيث تساهم الحملات الإعلامية التحريضية والتضليلية المكثفة، بزيادة شعور الأكراد بتهميشهم في البلد، من خلال إشاعة أجواء عدم حصولهم على الأمان فيه، وهذا من أجل جعلهم يبتعدون عن الحكومة المركزية ويشعرون بإحساس متزايد بالانفصال عنها.
3_ تعزيز الحاجة إلى تشكيل حكومة مستقلة في الأكراد
يتم ذلك عبر إرسال الأسلحة، وتدريب المجموعات الإرهابية في تركيا والعراق وإيران وسوريا، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان المؤقت. فهناك العديد من المحطات التاريخية التي تشهد على ذلك، وهذا ما يفسر ضربات حرس الثورة الإسلامية الأخيرة وخلال الفترة الماضية.
4_إيجاد ذريعة للبقاء في شمال العراق
تواجه أمريكا في المرحلة الحالية، احتمالاً كبيراً بأن تقوم الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني بتضييق الخناق على قواتها أو ربما إجبارها على الخروج من العراق. لذلك فإن أي وضع أمني متدهور في إقليم كردستان العراق، أو في المنطقة الغربية لإيران، قد تستغله واشنطن لخلق ذريعة تؤدي الى إبقائها لقواتها لمدة طويلة الأمد.
5_إيجاد ذرائع لحصار الجمهورية الإسلامية خارجياً أكثر
يزعم الغرب منذ مدة، بأن طهران تعتدي على حقوق الإنسان، مهاجماً إياها في المحافل الدولية، وهذا ما دفعه الى تشكيل لجنة تقصي حقائق تابع للأمم المتحدة. وهذا ما يعدّ خطوة أولى، لفرض “عقوبات دولية” على إيران تحت هذه الذريعة، خاصةً إذا ما تمت إثارة القلاقل في تلك المنطقة، وربما حينها تتهم إيران بالفصل العنصري أو بإبادة جماعية مزعومة كتلك التي حصلت في سوريا عدّة مرات.
6_تبييض سجل الجماعات الإرهابية
ففي العقود الـ 4 الماضية، قامت الجماعات الانفصالية بتشريد وسرقة وخطف وقتل الآلاف من الأكراد. لذلك قد يستغل هذا التركيز، الى جعل الإيرانيين الأكراد يتخطون التاريخ الأسود لهذه المجموعات بل وتبييضه.
7_توريط إيران للقيام بعمل عسكري
تحاول أمريكا توريط إيران بأي نزاع عسكري مع مجموعات إرهابية يشبه المستنقع، وهذا ما حاولت تنفيذه من خلال أفغانستان، لكنه فشل حتى الآن، وربما يكون الهدف هذه المرحلة تنفيذه من خلال إقليم كردستان العراق.