تميّز يوم التضامن العالمي مع فلسطين في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر هذا العام بأنه جاء بالتزامن مع كأس العالم 2022 في قطر وفعالياته، التي حضرت فيها القضية الفلسطينية على لسان مختلف الشعوب العربية ورفرف العلم الفلسطيني على المدرجات في أغلب المباريات، كما توشّح المشجعون العرب بالكوفية الفلسطينية.
وقد وصّفت وكالة “فرانس برس” إنه “يمكن رؤية العلم الفلسطيني في كل مكان في قطر، على رغم عدم تأهّل المنتخب الفلسطيني للمونديال، في محاولة من كثيرين لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية في أول مونديال يُنظّم في دولة عربية”. ونقلت الوكالة عن مدرّبة اللياقة البدنية الفلسطينية، إيمان جرجاوي، التي وضعت علم بلادها على كتفيها قولها إنّ “فلسطين ليست موجودة في البطولة، لكنّنا نجعلها موجودة عبر العلم والكوفية والأغاني. هي الغائبة الحاضرة”.
وقبل الافتتاح أيضاً شهدت منطقة لـ “وسيل” أنشطة رياضية وفنية، بالإضافة إلى الأغاني والهتافات الداعمة للقضية الفلسطينية بمشاركة الجالية الفلسطينية والعربية في العاصمة القطرية الدوحة، ووزعت الكوفية والعلم الفلسطيني، وتحدث النشطاء والجماهير عن معاناة الفلسطينيين نتيجة الاحتلال الإسرائيلي.
وعند افتتاح المونديال في المباراة الأولى بين الفريق القطري وفريق الاكوادور، حضر العلم الفلسطيني، وقد ردّدت بعض الجماهير هتافات الدعم والنصرة للشعب الفلسطيني ونددت بجرائم الاحتلال بحق هذا الشعب على مدار العقود الماضية، مطالبين بالحرية والاستقلال. وفي مسيرة تشجيعية من الجماهير القطرية لفريقهم رفع العلم الفلسطيني الى جانب القطري.
وفي المباريات التي واجهت بها الفرق العربية فرقاً أجنبية أخرى، كان لفلسطين ودعمها حصتها الكبيرة من الفعاليات والهتافات على المدرجات العربية، فقد أقدمت الجماهير التونسية خلال مباراة تونس – استراليا على التذكير بالنكبة عام 1948 وما اقترفه الاحتلال من مجازر من خلال رفع علم فلسطيني كبير مكتوب في منتصفه “فلسطين حرّة” في تمام الدقيقة الـ 48 من المباراة.
بالإضافة الى ذلك تمّيزت الجماهير المغربية برفع الأعلام الفلسطينية والانشاد من أجل القضية الفلسطينية الى جانب ارتداء قمصان مطبوع عليها صور الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة التي اغتالها الاحتلال أثناء أدائها لواجبها المهني في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلّة في أيار / مايو الماضي.
كذلك هتف مشجعون عرب “بالروح بالدم نفدي من أجل فلسطين” وآخرون قالوا “دمنا فلسطيني وكلنا مع القضية الفلسطينية”. الى جانب رفض التحدّث مع مراسلي الصحف والقنوات العبرية، والقول أمام الكاميرات أنه يوجد فلسطين فقط ولا وجود لإسرائيل والكثير من العبارات المؤيدة لفلسطين والرافضة لكيان الاحتلال.
لم يقتصر الأمر على المشجعين العرب والفلسطينيين، فقد عبّر مشجعون من دول غير عربية وإسلامية عن دعمهم أيضاً لفلسطين المحتلّة وشعبها وقال مشجع أرجنتيني: “فلسطين الحرة”. كما شاركت الجماهير البرازيلية الأغنية الفلسطينية شهيرة: “أنا دمي فلسطيني” على مدرجات مباراة الفريق البرازيلي.
من جانب آخر، انطلقت حملات توزيع الأعلام والكوفيات الفلسطينية مجاناً، وعلى سبيل المثال قرر شاب سعودي يبيع أعلام الدول الـ 32 المشاركة في المونديال تقديم العلم والكوفية الفلسطينية مجاناً للجمهور، وقال: “قررت أن علم فلسطين يجب أن يوزع ولا يباع. هذا أقل ما يمكنني فعله لدعم فلسطين وقضيتها لأن كل العرب أشقاء ويؤيدون هذه القضية العادلة”. كما أطلقت حملة “فلسطين في المونديال” التي ستشمل توزيع قمصان وأعلام فلسطينية في الملاعب ونشر “سفراء فلسطينيين” في المدرجات، حسب ما أشار تقرير لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية.
التضامن في الساحة الرقمية أيضاً
بالتزامن مع انطلاق كأس العالم 2022 في قطر ولغاية اليوم، تستمر حملة إلكترونية تحت اسم “الحلم الفلسطيني” بهدف تعريف العالم بالقضية الفلسطينية في هذا الحدث العالمي. وناشدت الحملة المشجعين العرب الذين يحضرون المباريات والفعاليات برفع علم فلسطين. وحظيت الحملة بشعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، ودعا نشطاء للمشاركة في الحملة والتفاعل مع الهاشتاغ “الحلم الفلسطيني “و”ليش لا”.
و”الحلم الفلسطيني” هي حملة شعبية قطرية للتوعية بالقضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال، والاستفادة من الحدث العالمي الكبير كأس العالم وحضور ملايين الأشخاص من مختلف البلدان للقيام بسلسلة من الأنشطة الإعلامية والميدانية خلال فترة المونديال. وتشمل الحملة الأنشطة الميدانية مثل الخيام التعريفية، وتوزيع الأعلام والمنشورات، والجولات التعريفية والأنشطة الإعلامية، وحملة رفع علم فلسطين مع أعلام الدول الأُخرى، وأناشيد الدول العربية، والهتافات وغيرها…
وقد وصف موقع mondoweiss (موقع إخباري مخصص لتغطية السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، بشكل رئيسي من منظور يهودي تقدمي) في تقرير له أن كأس العالم مثّل “للعرب والفلسطينيين فرصة غير مسبوقة لنشر الوعي وإثارة قضية فلسطين في أحد أهم الأحداث الدولية في العالم”.