بدأ الآلاف من عمال السكك الحديدية منذ أيام، إضراباً وطنياً شاملاً بشكل متقطع، من قبل أكبر نقابة للسكك الحديدية، بشأن الرواتب التي لا تتناسب مع التضخم، الذي تعاني من المملكة المتحدة منذ مدة. فالأخيرة تواجه تضخماً في خانة العشرات، مع زيادة تكلفة المعيشة وارتفاع أسعار الطاقة، وتداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ما يضغط على مواطنيها بشكل كبير اقتصادياً، تدفعهم الى تنفيذ موجة من الإضرابات، على نطاق لم تشهده هذه البلاد منذ الثمانينيات.
فترات عديدة للإضرابات
فقد أكد اتحاد عمال السكك الحديدية أن الإضرابات ستحدث في الفترة من 13 إلى 14 كانون الأول / ديسمبر، ومن 16 إلى 17 كانون الأول / ديسمبر، ومن الساعة 6 مساءً عشية عيد الميلاد حتى 27 كانون الأول / ديسمبر، وكذلك في بعض الأيام، بحيث سيستمر هذا الإضراب حتى كانون الثاني / يناير.
وما يضفي الأهمية على هذه الإضرابات، بأنها ستؤدي الى إغلاق حوالي نصف السكك الحديدية خلال هذه التواريخ. وقال رؤساء السكك الحديدية بأنه يجب على الأشخاص السفر فقط إذا لزم الأمر، والتحقق من شبكة مشغلي القطارات لمعرفة حالة السفر الخاصة بهم. كما حذروا من أنه قد يتعطل السفر في أيام عدم الإضراب، بسبب وضع القطارات في غير مكانها.
وعليه سيواجه المسافرون والأشخاص الذين يسافرون في المملكة المتحدة أو حولها، خلال فترة العطلة اضطرابًا كبيرًا بسبب الإضرابات، وتحث حكومة لندن الناس على إعادة النظر في خططهم. هذه الحكومة تخطط في الوضع الحالي، الاستعانة بالجنود للسيطرة على تداعيات هذه الأزمة، لأن هناك ما بين 2000 و3000 عامل سيضربون عن العمل.
ليس عمال سكك الحديد فقط
والأسوأ من كل ذلك، بأن عمال البريد انضموا أيضاً الى قطاعات الإضراب، كما شاركت الممرضات بالأمس الخميس في الإضرابات، لأول مرة في تاريخ نقابتهم الممتد لـ 106 سنة، بحيث ستعلّق خدمات الصحة الروتينية وغيرها من العلاجات المخطط لها، لكن سيستمر العاملون في الرعاية الصحية في تقديم العلاجات مثل العلاج الكيميائي وغسيل الكلى والعناية المركزة للمرضى. وأفادت وكالات الأنباء بأن ما يقدر بنحو 100 ألف ممرض قاموا بالاحتجاج في 76 مستشفى ومركز صحي، مطالبين بخدمات رواتب أفضل لمواجهة أزمات المعيشة.
واعتبارا من اليوم الجمعة، سيعقد عمال السكك الحديدية مع سائقي الحافلات وعمال الطرق السريعة ومتعهدي الأمتعة بالمطار، إضراباً آخر لمدة يومين. كما سيضرب موظفو قوة الحدود الذين يقومون بفحص جوازات السفر في المطارات الرئيسية، بما في ذلك مطار هيثرو وغاتويك خلال عيد الميلاد.
وهذا ما دفع أصحاب الحانات والمطاعم الى إبداء خشيتهم من تراجع أعمالهم، نتيجة لتزامن هذه الإضرابات خلال أكثر أوقات العام ازدحامًا.
فهل يواجه رئيس الوزراء “ريشي سوناك” مصيراً كسلفه “ليز تراس”؟ وهل يحصل ما توقعه البعض بعودة رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون؟