في العام 1983 اتخذ القرار بتحويل وحدة أبحاث متخصصة بشؤون العالم العربي وأفريقيا في معهد شيلواح إلى مركز أبحاث أطلق عليه عنوان “مركز موشي ديان للدراسات الشرق أوسطية والافريقية”.
عرّف المركز عن نفسه في مستهل أحد إصداراته: “مركز موشي ديان يحاول بواسطة مركز شيلواح ووحداته الأخرى المساهمة عن طريق إجراء البحوث والدراسات وإبراز الوثائق وإعداد النشرات البحثية والدراسية في مجال فهم التاريخ الحديث للشرق الأوسط وأفريقيا والوضع الحالي لهما، والمركز مع قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب يشكلان جزء من المدرسة التاريخية لدى جامعة تل أبيب”.
لدى مركز ديان مجلس استشاري دولي مكون من 21 عضواً، يضم في عضويته شخصيات أميركية وغربية مشهورة، وسبق وتولى سايروس فانس (وزير خارجية أميركي سابق) رئاسة المجلس الاستشاري، كما ضم في عضويته ألكسندر هيغ (وزير خارجي أميركي سابق أيضا)، وجيمس كالاهان (رئيس وزراء بريطاني سابق) وسواهم. أما مجلس الإدارة فيتألف من 24 عضواً، ويضم في عضويته كثر من الخبراء والأكاديميين الإسرائيليين أمثال إيتامار رابينوفيتش، حاييم شاكيد، مارتن كرامر، جاكوب غولد بيرغ، ويوسي أولمرت.
يعتمد باحثو مركز ديان على مكتبة ضخمة وأرشيف خاص مميز، ومن هذه المعلومات نحو 1300 مجلد من السجلات العربية، أعدها قسم التوثيق في المركز، وفيها عرض لمواد صحفية وتقارير إذاعية عربية حول مجريات الأحداث الممتدة من 1949- 1989، تـم ترجمتها كلها إلى اللغة العبرية.
في العام 1990 حصل المركز على مجموعات الصحف العربية ومكتبة وأوراق موشي ديان، التي خصص لها قسماً بين أقسام المركز لتكون في متناول المستشرقين والباحثين.
يُصنف مركز ديان ضمن مجموعة مؤسسات الأبحاث الإسرائيلية غزيرة الإنتاج، فعلاوة على مشاركته في إصدار كتب من خلال معهد شيلواح، كان يقوم بإصدار ثلاث سلاسل رئيسية هي: استطلاعات، ومعطيات وتحليلات، وسلسلة المحتويات الجارية Current Contents.
ومؤخرا كان يصدر المنشورات التالية:
أ-ملاحظات تل أبيب: نشرة تحليلية تصدر مرتين في الشهر بشأن الشؤون والتطورات الإقليمية الأخيرة في الشرق الأوسط. ولها تاريخ توزيع منظم حيث تُنشر في الـ 10 والـ26 من كل شهر. وفي بعض المرات، حسب الأحداث التي تحصل في المنطقة وتصبح أنباءً ملحة، يقدم الباحثون في المركز طبعات خاصة عن ملاحظات تل أبيب لإبقاء المسجلين في الموقع على دراية بجميع الأحداث.
ب-خلاصة وقائع الشرق الأوسط: نشرة أسبوعية من المقالات من مصادر إخبارية باللغة الإنكليزية في العالمين العربي والإسلامي. وتقدم للقراء تعليقات وتحليلات إخبارية من الصحافة العربية والتركية وتُعد مصدراً ومرجعاً سريعاً.
ج- اقتصادي: اقتصاد الشرق الأوسط؛ رسالة إخبارية الكترونية شهرية تُطلع المسجلين في الموقع على التحليلات الاقتصادية لأطراف أساسية وعلى الأحداث التي تؤثر على الأسواق والمجتمعات في الشرق الأوسط. تصدر نشرة اقتصادية مرة كل شهر باللغتين الانكليزية والعبرية.
د- الشرقية: مجلة أكاديمية تصدر مرتين في السنة في عمل مشترك بين مركز موشيه ديان وجمعية الدراسات الشرق الأوسطية والإسلامية. تنشر المجلة مقالات علمية حول التاريخ الأخير والسياسيات في الشرق الأوسط وأفريقيا وتسعى إلى تعزيز ونشر عمل الباحثين أصحاب المعرفة المباشرة بثقافات ولغات المنطقة. وكل قضية تتضمن ست مقالات، وعدد منها يستند على موضوع مُستلهم من الأحداث المعاصرة في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا.
هـ- مفترق طرق الشرق الأوسط: نشرة الكترونية باللغة العبرية تُوزع شهرياً وتقديم تغطية معمقة وتحليلاً للأحداث في كافة منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا.
و- مراجعة كتاب الشرق الأوسط: تحتوي على مراجعات مقارنة مطولة ومراجعات تقليدية. تتعامل المقالات مع مجموعة من المواضيع المرتبطة بالدراسات الإسلامية والشرق الأوسطية. وتغطي المواضيع على نحو غير محدود العلوم السياسية والاقتصاديات والتاريخ واللغة والجغرافيا والقضايا الثقافية في المنطقة. وتصدر المقالات باللغة الإنكليزية حصراً.
يعقد مركز ديان مؤتمرات وندوات بحثية بشكل دوري وناشط، فمثلاً عقد في العام 1988 مؤتمر بحثي دولي لمدة ثلاثة أيام حول موضوع “الثورة الإيرانية والعالم الإسلامي” واستضاف البرفسور برنارد لويس (المستشرق الخبير الأميركي في شؤون الشرق الأوسط) وعدداً من الباحثين من جامعات الولايات المتحدة وهولندا وفرنسا وتركيا، وشارك فيه باحثون إسرائيليون تحدثوا عن “الإسلام في إيران”، و”الإسلام في العراق” و”العلاقات السورية – الإيرانية “و”الظاهرة الإسلامية في لبنان” و”الظاهرة الإسلامية في قطاع غزة”.
كما قدّم أحد باحثي مركز ديان، جاكوب غولديبرغ، في إحدى الندوات في واشنطن بحثاً بعنوان ” المملكة العربية السعودية – التحديات الاقتصادية والاستراتيجية”. وبحثاً تحت عنوان “المفهوم السعودي للأمن – التطورات الحديثة” في “كلية لندن للدراسات الشرقية والأفريقية”.
كما عقد المركز ندوة عام 1990 تحت عنوان ” تفتيت المنطقة العربية”، قُدم فيه 20 بحثاً وشارك فيها وقتذاك أوري لوبراني، وديفيد ساسون (مدير قسم المهمات الخاصة ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية آنذاك). ووضع المؤتمر توصيات في كيفية الاستفادة من التناقضات الموجودة في الأقليات والدول العربية والاتصال معها وكيفية تقديم المساعدات لها ودعمها.
كما عقد مركز ديان في شباط/فبراير 1994، ندوة تناولت أوضاع الأقليات الطائفية والعرقية في سوريا، ويومها قدم ايتامار رابينوفيتش دراسة عن التركيبة الديمغرافية في سوريا.
وتوقع تقرير للمركز في دراسة بعنوان: “نظرة تحليلية إلى الشرق الأوسط والربيع العربي في 2013” سقوط نظام الأسد وتقسيم سوريا في عام 2013.
يملك مركز ديان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية شراكات بحثية ومذكرات تفاهم مع العديد من المراكز العربية والتركية، أبرزها مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أبو ظبي، ويديره محمد عبدالله العلي، كما يتعاون المركز مع مركز سيتا للدراسات التركي (مؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية).
الكاتب: نسيب شمس