كشفت العمليات الأخيرة التي نفذتها الأجهزة الأمنية الإيرانية والتي استهدفت القبض على مثيري الشغب والمتورطين في قتل المدنيين ورجال الشرطة، إضافة لأعمال التخريب والتكسير والسرقة، عن فصول جديدة من المشروع الذي كان يُنفّذ بإدارة خارجية. وذلك، وفق اعترافات المتورطين أنفسهم، التي حصل موقع “الخنادق” على بعض منها.
تجنيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقابل بدل مالي
في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2022، قام عدد من المسلحين بإطلاق على النار على سيارات الشرطة في زاهدان، بمحافظة سيستان وبلوشستان، استشهد جراءه عدد من رجال الأمن. أخيراً، بعد عمليات تحرٍّ واستقصاء، ألقي القبض على المسلحين، فيما جاءت اعترافاتهم كما المتوقع: أعمال أمنية بهدف زعزعة الاستقرار في الداخل مقابل بدل مادي.
ووفق أحد المتورطين، -عددهم ثلاثة- فقد “تواصل معه أحد الذين كانوا قد قاموا بالفعل بعمليات ضد القوى الأمنية، عبر الانستغرام… شكلنا فريقاً وأطلقنا النار على السيارات على مرحلتين”. وأضاف “يتكون فريقنا من ثلاثة أشخاص، أحدهم كان يقود وأحدهم كان يصور بهاتف محمول، من جهتي كنت أطلق النار على سيارات الشرطة، وبعد العملية أرسلنا الفيلم إلى الشخص الذي أمر بالعملية، لكننا لم نتقاض ما وعدنا به”.
ويمكن وضع هذه الاعترافات، ضمن إطار الدليل الدامغ على تجنيد وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام لزعزعة الاستقرار الأمني، تارة بأعمال الشغب والعنف، وأخرى بإثارة الفتنة والنعرات الطائفية والمذهبية. حيث أكدت مصادر مطلعة ان الولايات المتحدة كانت قد أنفقت 32 مليون دولار، خلال أيام فقط، لشركات تكنولوجية متخصصة بإتاحة الـ VPN، لوصول المحتجين الإيرانيين للتطبيقات المغلقة.
ضبط أسلحة وذخائر
وبحسب المعلومات الواردة فقد ضبطت الأجهزة الأمنية المختصة كميات ضخمة من الأسلحة التي يرجح انها قد وصلت إلى الداخل عبر الحدود، كما تشير العمليات الأمنية التي نفذت على الحدود مع العراق وأذربيجان. وتقول المصادر، انه قد تم اكتشاف 3 آلاف سلاح حربي في الأشهر الثلاثة الماضية. وقال قائد حرس الحدود ان حجم الأسلحة العسكرية المكتشفة في البلاد في الأشهر القليلة الماضية كان غير مسبوق، بحيث اكتشفنا خلال هذه الفترة فقط 480 ألف نوع من الذخائر العسكرية ونحو 3 آلاف قطعة سلاح عسكري”.
ووفق رئيس قضاة إقليم كردستان، فقد تم اكتشاف 49 قطعة سلاح، بما في ذلك 28 سلاحاً قابلاً للطي، و15 سلاحاً قتالياً، و6 مسدسات وأسلحة فردية، إلى جانب 12 صندوق للذخيرة، في مدينة سقز، في محافظة كردستان.
من جهة أخرى، عمدت وسائل الإعلام الغربية، خلال الأيام الماضية، وبهدف تقديم صورة عن الاحتجاجات أنها لم تخمد بعد، وان رجال الشرطة وحرس الثورة يتعرضون لعمليات الاغتيال رداً على أحكام الإعدام الصادرة، زعمت منصة “إيران انترناشيونال”، ان أحد أعضاء فيلق “محمد رسول الله” التابع لحرس الثورة، قاسم فتح اللهي، قد قتل على يد بعض “المحتجين”.في حين ان تحقيق الشرطة أوضح أن فتح الله، قد توفي جراء تبادل إطلاق النار مع لصوص كانوا بصدد سرقة منزل شقيقه. وبعد محاصرته في موقف السيارات أطلق اللصوص عليه مخزناً كاملاً من الذخائر قبل ان يلوذوا بالفرار.
40 مليار تومان قيمة الخسائر التي تسببت بها اعمال الشغب
بعد الادعاءات التي وردت بشأن قضية أرشيا تاكديستان، أحد المتهمين في أعمال الشغب الأخيرة في مدينة نوشهر، أظهرت التحقيقات أن هذا الشخص كان زعيم الحشد في الساحة الرئيسية بالمدينة وقام بأعمال إجرامية كبيرة خلال أعمال الشغب، بحسب لائحة الاتهام الصادرة عن محكمة ثورة مازندران، إشعال النار والتخريب في الممتلكات والمنشآت العامة من أجل الإخلال بالنظام والأمن، وجريمة ضد الأمن الداخلي للبلاد.
وبحسب التحقيقات، تقدر الخسائر الناتجة عن أعمال العنف والشغب، خلال الفترة الماضية، بنحو 40 مليار تومان في الأماكن العامة، بما في ذلك 15 مصرفاً، مبنى الشرطة وقوى المرور والبلدية وإدارة الإطفاء والمحافظة وإدارة المنطقة المركزية.