أعلنت السلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية صباح اليوم السبت، عن إعدامها لعميل جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية MI6 “علي رضا أكبري”، الذي شغل عدة مناصب سياسية وأمنية وعسكرية خلال حياته.
وكشفت وكالة أنباء “ميزان” التابعة للقضاء، أنّ إعدام أكبري الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية/ تم شنقاً بعد إدانته بـ”الافساد في الأرض والمسّ بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد عبر نقل معلومات استخبارية”، وبعدما تم توقيفه في العام 1398 هجري شمسي (أي ما بين آذار / مارس للعام 2019 وآذار / مارس للعام 2020 ميلادي).
وأثار حكم الإعدام بحق أكبري حفيظة حكومة لندن التي طالبت بوقف تنفيذه، زاعمةً بأنه ذو دوافع سياسية. بينما كشف فيديو اعترافات أكبري، أن خيانته جرت عن سابق إصرار وتصميم منه مقابل مبالغ مالية. كما ألمح الى دور ما لعبه في اغتيال أكبر عالم نووي في البلاد الشهيد محسن فخري زاده، الذي حصل عام 2020.
من هو علي رضا أكبري وما هي أبرز المهام التي تولاها؟
_شغل أكبري مناصب عدة في هيكلية الدفاع والأمن في الجمهورية الإسلامية أبرزها:
1)معاون وزير الدفاع للعلاقات الخارجية، في عهد الوزير الأدميرال علي شمخاني وحكومة الرئيس السيد محمد خاتمي.
2)مستشار قائد القوات البحرية الأدميرال علي شمخاني.
3)رئاسة قسم في مركز بحوث وزارة الدفاع.
4)في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي.
5)رئيس معهد البحوث الإستراتيجيّة.
6)خلال مفاوضات القرار الأممي 598 لإنهاء حرب صدام حسين على إيران، كان مسؤولا عن التنظيم العسكري لتنفيذ القرار.
7)كما كان أكبري عضواً في فريق التفاوض النّوويّ في بداية حكومة الرئيس أحمدي نجاد، عندما كانت تجري بين إيران والإتّحاد الأوروبي، ولم تكن الولايات المتحدة الأمريكية حينها ضمن المفاوضات.
_ تقاعد من العمل عام 2001، لينتقل بعدها إلى العمل في مجال الأنشطة التجارية والبحثية، وهو ما حدّدته المخابرات البريطانية، فبدأت بالعمل على تجنيده عبر جهة اتصال إيرانيّة كانت على علاقة معه في الماضي.
وأثناء إجراءات حصول ذات مرّة على تأشيرة دخول من السفارة البريطانية في طهران، عُرض على ضبّاط بريطانيين، وأجريت معه مقابلات من قبل عملاء المخابرات المتمركزين في السّفارة، كما سافر إلى النّمسا والتقى هناك بضابط إستخبارات من ضبّاط الـMI6 وبعد ذهابه إلى أوروبا، تمّ استخدامه عميلا لديهم.
أمّا بعد مغادرة إيران نهائيّا عام 2008, التقى أكبري بالعديد من ضبّاط المخابرات البريطانيّة في دول مختلفة، بما في ذلك المملكة المتحدة وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا والنمسا وماليزيا والإمارات، وكان يقدّم نفسه كباحث في معهد أبحاث يسمّى Focus.
_في العام 2006، نظرًا لمحدوديّة قدرات أكبري على السّفر وعقد الاجتماعات، قام ضابط إستخبارات بريطانيّ يُدعى جورج بتزويده بجهاز كمبيوتر محمول Apple، للتّواصل معه من خلاله وتزويده بالأخبار. وخلال هذه الفترة، قام بجمع معلومات مهمّة عن إيران حول القضايا الإستراتيجيّة في مجال السياسة الداخلية والخارجية والإقليمية والدفاعية والصاروخية والنووية والمسائل الاقتصادية المتعلقة بالعقوبات، وسلمها لجهاز التّجسّس البريطانيّة. وأثناء استجوابه ذكر أكبري أكثر من 200 سؤال من الأسئلة التي طرحها عليه ضباط الـMI6 حول مختلف المجالات في إيران. كما أن أكبري خلال هذه الفترة، كان قد عقد لقاءات عديدة مع مسؤولين إيرانيّين، لمعرفة آرائهم حول مختلف القضايا المطلوبة منه.
_ خلال السنوات التي تعاون فيها أكبري مع MI6، تلقّى هدايا ومبالغ ماليّة ضخمة، وقد استلم بعضها في إيران، وبعضها تمّ تحويله الى حسابه في النمسا، والبعض الآخر الى حسابه في أحد البنوك الإسبانية.
_غادر أكبري إيران عام 2008، بناءً على نصيحة ضابط مخابرات بريطانيّ. ففي البداية، لم يرغب أكبري بمغادرة إيران بشكل كامل، لكن خلال الاجتماعات التي نُسّقت مع ضابط مخابرات في دبي، أقنعه الأخير بضرورة مغادرته الكاملة لإيران. ووفقًا لسيناريو صاغته الـMI6 عن إصابة أكبري بسكتة دماغية “وهميّة”، غادرت عائلته إيران.
وضمن اعترافاته، شرح أكبري كيفيّة تحديد ضابط المخابرات لتفاصيل هذه الخطّة أو الجلطة الوهميّة، كإبلاغ مكتب استقبال الفندق في الصّباح أنّه ليس على ما يرام وبحاجة إلى إسعاف طارئ، وتمثيل عوارض السّكتة الدماغية وكيفيّة التّصرّف ليتمّ نقله إلى المستشفى. وقد تمّ اعتماد هذه الخطّة لعدة أهداف: أوّلا لإقناع عائلة أكبري بالبقاء في النمسا والبقاء في أوروبا، وثانيًا لتبرير إقامة أكبري في أوروبا للقيام بإجراءات طبية، والتّذرّع بعدم القدرة على السّفر والطّيران كسبب لبقائه في النّمسا. فبعد تواجد عائلة أكبري في فيينا، تمّت متابعة الإجراءات الاستخباراتية عبر تركيا، ثمّ انتقل إلى إسبانيا واستقر أخيرًا في بريطانيا مع عائلته.
_في عملية حصول أكبري على الجنسيّة البريطانيّة، تمّ منحه تأشيرة ILR أو بطاقة الإقامة الدائمة، وتعني “إجازة غير محددة للبقاء”، فالحصول على ILR يعني أنه يُسمح لك بالعيش والعمل والدراسة في المملكة البريطانيّة المتحدة وقتما تشاء. وتبطل صلاحيّات بطاقة ILR عند إصدار جواز السفر، ولكن خلافًا للقانون البريطاني، تمكن أكبري من استخدام هذه البطاقة بعد استلامه جواز سفر.
_ ووفقًا للتّحقيقات عمل جهاز الاستخبارات البريطاني على تدريب رضا أكبري على تجميع المعلومات، وتدريبه على مكافحة الادعاء (بهدف ضمان أمن المحكوم عليه في المحاكمات أو الاجتماعات)، والتّدريب على مكافحة الاستجواب، والغطاء الاستخباري، وإنشاء شركة في الخارج لتمويه أعماله وتضليل المؤسّسات الأمنيّة الإيرانيّة.
كما عمل هذا الجهاز على توفير وسائل اتصال خاصّة لرضا أكبري وتدريبه على استخدامها ودعمه بعد هروبه من إيران. وبعد مغادرته إيران وإقامته في بريطانيا، بدأ رضا أكبري بالتّعاون مع معاهد أبحاث لندن.
_ تقسم فترة عمالته واتصالاته مع الـ MI6 إلى مرحلتين: المرحلة الأولى من العام 2003 إلى العام 2008، والمرحلة الثّانية بعد فراره من إيران ومن ثم عودته إليها مرّة أخرى.
_بعد حصوله على الجنسيّة البريطانيّة، عاد أكبري إلى إيران واستمر في التّعاون مع المخابرات البريطانيّة، وبعد عدّة عمليّات استخباراتية من قبل القوى والمعنيّين في إيران. تمّ إلقاء القبض عليه، وأحيلت قضيّة عمالته إلى المحكمة، وعقدت جلسات المحاكمة بحضور رضا أكبري ومحاميه.