جولة أخرى من المفاوضات يجريها الوفد العماني الذي وصل إلى صنعاء، هي الثانية خلال أقل من شهر، ضمن إطار “تقريب وجهات النظر”. إلا ان الهوّة التي تتسع مع مرور الوقت، لم تعد بين جانبين كما كان الواقع قبل عدة سنوات. بل ان التغيرات الجيوسياسية الأخيرة، جعلت من تعدد “الأجندات” والمصالح بين قوى التحالف، أمراً يصعب التعامل معه، ورسّخت مبدأ “التفاوض الثلاثي”. وباتت مطالب صنعاء، هي الثابت الوحيد، في خضم الضبابية السوداء والنزال الدبلوماسي- السياسي بين الولايات المتحدة والسعودية.
وفيما تنقل مصادر مطلعة على المسار التفاوضي، رغبة واشنطن في تعقيد الأمور، وبالتالي ارتياحها لإبقاء الوضع على ما هو عليه، تشير المصادر نفسها إلى ان هناك “ضغوط دولية واسعة تُمارس على صنعاء لإيقاف عملياتها ضد السفن التي تنقل النفط اليمني إلى الخارج، واستئناف عملية الإنتاج”. وعلى الرغم من التصريحات الأخيرة، التي أدلى بها المبعوث الأميركي، تيم ليندركينغ، خلال زيارته الأخيرة إلى الأردن والسعودية، حول رغبة بلاده “بإحلال السلام والتوصل لإيقاف إطلاق النار”، تشي المفاوضات الجارية، ان ما يحدث خلف الأبواب المغلقة، حول المطالب الأميركية والسعودية، لا يزال في المربع الأول، الذي تراوح فيه واشنطن ضمن دائرة المراوغة والمماطلة، وترزح فيه الرياض تحت نير نكران ما حققته صنعاء، وبالتالي عدم القبول بصرف المرتبات والاستمرار باستخدام الملف الإنساني كورقة ضغط.
لناحية صنعاء، لا تزال تتمسك بشروطها بشأن صرف الرواتب، إضافة لرفع الحصار عن المطارات والموانئ، اذ انها تدرك تماماً ان استمرار المماطلة في عملية التفاوض ليست سوى “تمييع” لإبقاء الوضع على ما هو عليه. كما ان إرادة التحالف بالحصول على مكتسبات عسكرية وسياسية مقابل الملف الإنساني امر لا يمكن القبول به.
ويشير رئيس الوفد اليمني المفاوض، محمد عبد السلام، إلى ان “الزيارة الأخيرة تأتي بعد نقل الكثير من الرسائل التي سيتم إطلاع القيادة ورئيس المجلس السياسي الأعلى على وجهات النظر الأخرى”. مؤكداً على ان “الوضع الإنساني بات يتصدر الملف السياسي والتفاوضي”.
حرصت صنعاء، طيلة الفترة الماضية على توجيه عدد من الرسائل ما بين زيارة الوفد العماني الأولى والثانية، فبالإضافة إلى الاستمرار بمنع نهب النفط اليمني وتصديره إلى الخارج، خرجت جماهير شعبية حاشدة احتضنتها مختلف المحافظات طالبت بإيجاد حلول للأوضاع الإنسانية المستمرة في التدهور، وانها تقف خلف الوفد المفاوض لفرض شروطه المطالبة بالحقوق. ويشير عبد السلام في هذا الصدد، إلى ان “الصوت الشعبي له تاثير كبير جداً على مجريات الوضع السياسي ومآل المفاوضات”.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة “انصار الله”، علي القحوم على انه “مهما حاول الامريكيون التستر والوقوف في المقعد الخلفي، فإن الأحداث والحقائق والسلوك العدواني المستمر يكشف وجههم القبيح ويوضح ان العدوان والحصار على اليمن قرار أميركي، وان الأميركيين هم من يقود الحرب”.
الاقتتال بين الميليشيات في المحافظات الجنوبية مستمر
كشف موقع CRITICAL THREATS عن ان عناصر في المنطقة العسكرية الأولى حاولوا زرع عبوة ناسفة استهدفت قوات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتياً في سيئون بمحافظة حضرموت، في 8 يناير / كانون الثاني. وبحسب مصادر من المهرة، فإن الشخص الذي زرع كانت العبوة الناسفة، مرتبط بـالمجلس الانتقالي الجنوبي. وقال مقاتلو القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قاموا بتفجير عبوتين ناسفتين منفصلتين استهدفتا القوات المدعومة من المجلس الانتقالي الجنوبي في وادي عمران، مديرية مودية، محافظة أبين، جنوب اليمن في 7 يناير / كانون الثاني. استهدفت عبوة ناسفة ثانية صهريج مياه. أسفرت التفجيرات عن مقتل ما لا يقل عن سبعة جنود من قوات الحزام وجرح ثمانية آخرين.
الكاتب: مريم السبلاني