إنطلقت بالأمس الإثنين، مناورة عسكرية مشتركة كبرى بين الكيان المؤقت والولايات المتحدة الأمريكية، تسمى ” جونيبر أوك 23 – Juniper Oak 23″ أي “سنديان البازلت”. وسيشارك في هذه المناورة جيش الاحتلال الإسرائيلي مع القيادة المركزية للجيش الأميركي، وقد وصفتها بعض وسائل الإعلام العبرية، بأنها الأهم على الإطلاق، لما تحمله من رسالة إلى إيران.
وأوضح جيش الاحتلال في بيان له، بأن هذه المناورة تهدف الى اختبار مدى الجاهزية الإسرائيلية الأميركية المشتركة، وتعزيز العلاقات العملياتية بين الجيشين.
تفاصيل المناورة
أما تفاصيل المناورة التي ذكرها البيان:
_ ستنفذ المناورة في فلسطين المحتلة وشرق البحر الأبيض المتوسط، وستشمل جميع أنواع القوى: البرية، الجوية، البحرية، الفضاء، والفضاء الإلكتروني.
_ قيام سفن صواريخ وغواصة من البحرية الإسرائيلية بمناورة مشتركة مع حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس جورج إتش دبليو بوش – USS George H.W. Bush”.
_ تزويد سفن الصواريخ من طراز “ساعر 5” بالوقود وسط البحر بواسطة ناقلة أميركية، بهدف توسيع مديات ومناطق عمليات جيش الاحتلال، في الحالات الروتينية والطارئة.
_ ستشارك 12 سفينة بحرية حربية تابعة للجيش الأمريكي.
_إطلاق القوات الجوية والبحرية والبرية الإسرائيلية والأميركية النار، على أهداف تحاكي تهديدات بحرية.
_ تمرين سلاحا الجو الإسرائيلي والأميركي على سيناريوهات مختلفة بمشاركة العديد من الطائرات الحربية وطائرات النقل والطائرات بدون طيار وطائرات الاستطلاع والقاذفات الأميركية الثقيلة، وستلقي القنابل الحية جنوبي فلسطين المحتلة.
_ تدريب طائرات التزود بالوقود الإسرائيلية من طراز “رام”، وطائرات التزود بالوقود “بوينغ كيه سي-46 إيه”الأميركية، على تزويد الطائرات المقاتلة والقاذفات بالوقود في الجو على حد سواء (وهو ما يمكن تفسيره بالتدرب على سيناريو توجيه ضربة جوية ضد إيران، وذلك لأن الطائرات الإسرائيلية لا يمكنها قطع المسافة ما بين فلسطين المحتلة وإيران من دون التزود بالوقود جواً).
_ قيام القوات البرية بتدريب مشترك وإطلاق عشرات القذائف الصاروخية، حيث سيتم إطلاق قذائف صاروخية طويلة المدى من منظومة “هيمارس” الأميركية ومن منصات إسرائيلية، كما سيتم دمج قوات العمليات الخاصة والمشاة وقوات الفضاء في مهام مختلفة.
_ سيشارك 6400 جندي أميركي يوجد 450 منهم على الأرض، والباقي على متن حاملة الطائرات الأميركية بوش.
_ تضم حاملة الطائرات بوش: طائرات F-35، F15، F16، F18، والقاذفات B-52. وستشارك أيضاً طائرات مروحية من نوع آباتشي ” AH64″.
وتحدثت المعلومات الصحفية الإسرائيلية عن مشاركة حوالي 140 طائرة بينها قاذفات في هذه المناورة يمكنها حمل أسلحة نووية وستتدرب على نموذج هجوم في إيران، يتضمن اختراق أراضي دولة معادية، والتغلب على أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة وتدمير الأهداف المحمية تحت الأرض. وستكون هذه المناورة هي الثالثة من نوعها منذ العام الماضي، للتدرب على استهداف إيران.
_ ستستمر المناورة حتى يوم الجمعة المقبل.
رسائل المناورة
_ نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مسؤول أميركي لم تسمه، بأن المناورة تحمل رسالة مفادها بأن ما وصفه بالحرب في أوكرانيا المستمرة منذ 24 فبراير / شباط الماضي، والتهديد الصيني لا يجعلان أمريكا تتجاهل ما سمّاه “التهديد الإيراني”، مهدداً بأن إيران سترى قوة وحجم المناورة وستفهم ما يمكن للجيشين فعله.
لكن نظراً لأن أمريكا تركّز حالياً ومنذ مدّة على إضعاف روسيا في أوروبا الشرقية، بالإضافة الى ما قد استنزفته حتى الآن من مساعدات عسكرية للقوات الأوكرانية، آخرها مما هو مخصص لجيش الاحتلال الإسرائيلي. فإن ذلك يشير بأن احتمالية قيامها مع إسرائيل بأي اعتداء ضد إيران ضئيلة جداً، لأنه ضد مصالحها بشكل كبير حالياً، وسيكون لذلك تكاليف مادية هي أعجز عن تحملها بما تعيشه من تضخم اقتصادي غير مسبوق في تاريخ البلاد.
_ ذكر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، بأن هذه المناورة أيضاً تؤكد على التزام بلاده بمنطقة الشرق الأوسط.
وهذا ما يمكننا اعتباره رسالةً من واشنطن الى حلفائها من الدول في المنطقة (خاصةً دول الخليج وفي مقدمتهم السعودية)، بأنها ما زالت هنا بقوتها العسكرية، ولحثهم على عدم تسريع وتيرة العلاقات مع الصين وروسيا.
الكاتب: علي نور الدين