تضع “قناة كان” العبرية في تحليلها قضية هدم المنازل وتهجير الفلسطينيين في الخان الأحمر شرق القدس المحتلّة، على رأس الأسباب التي قد يؤدي الى انفجار الأوضاع في القدس والضفة الغربية المحتلّة وكذلك في قطاع غزّة، الى جانب أسباب أخرى هي المسجد الأقصى والمناسبات اليهودية التي تتزامن مع شهر رمضان في التقويم الهجري، واقتحامات وزير أمن الاحتلال ايتمار بن غفير وقضية الأسرى.
اذ يطالب بن غفير بهدم قرية الخان الأحمر وإخلائها، وقد اقتحم أعضاء “الكنيست” من “الليكود” داني دانون ويولي إدلشتاين بالاضافة الى أعضاء من حزب “عتسوما يهويدت” (بزعامة بن غفير) الخان الأحمر الفلسطينية وطالبوا بإخلائها أيضًا.
مشروع “القدس الكبرى”
يأتي ذلك في إطار استكمال حكومة الاحتلال وخاصة شخصيات اليمين المتطرّف فيها التي وضعت التوسع الاستيطاني على جدول أعمالها، مشروع “E1” التهويدي الذي يزعم إقامة “القدس الكبرى” أو “القدس الموسعة”، وهو مخطط تعود نواته الأولى الى رئيس حكومة الاحتلال الأسبق اسحاق رابين.
من أبرز معالم هذا المشروع السيطرة على الخان الأحمر، “الحي الأكثر استراتيجيةً” (حسب وصف الكاتب نداف شرغاي في مقاله في صحيفة “اسرائيل اليوم”، للربط بين مستوطنة “معاليه أدوميم” ومدينة القدس، وقطع أوصال شمال الضفة الغربية عن جنوبها، عبر عزل القرى والأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية عن مدينتي رام الله (شمال القدس) وبيت لحم (جنوب القدس). الى جانب إحداث تغيير ديموغرافي في تلك المنطقة لصالح اليهويد.
كذلك تتحدّث صحيفة “اسرائيل اليوم” العبرية عن مخططات في حكومة الاحتلال اليمينة لبناء 15 ألف وحدة استيطانية في جميع أنحاء الضفة، و”هي تنتظر موافقة المجلس الأعلى للتخطيط التابع للإدارة المدنية”، على أن يكون الهدف المحدد حاليًا هو مضاعفة عدد المستوطنين وصولا إلى مليون مستوطن في الضفة.
مواجهة هدم الخان الأحمر
نظّمت حركات شعبية الوقفات الاسنادية والتضامينة مع قضية الخان الأحمر وخطر التهجير. وقد دعت “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان” إلى أوسع مشاركة في صلاة الجمعة المقبلة في منطقة الخان الأحمر. وشدّد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، إن “مشاريع الاحتلال في منطقة الخان الأحمر وغيرها، تعتبر خرقاً للقانون الدولي، الاحتلال كان يتراجع عن مثل هذه المشاريع الاستيطانية بسبب الضغط الدولي، لكنه حصل على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة ليقدم عليها”.
من ناحية الفصائل الفلسطينية في غزّة، فقد أكدت حركة حماس أن “التهديد الجاري بتهويد قرية الخان الأحمر في القدس وتهجير الأهالي، هو إمعان في سياسة التطهير والاستئصال التي تنتهجها حكومة الاحتلال المتطرفة ضد أبناء شعبنا”، واعتبر متحدثها عن القدس المحتلة محمد حمادة أن العدوان على الخان الأحمر مرفوض، والاحتلال سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً، وواهم إن ظن أن الشعب الفلسطيني سيمرر هذا العدوان مرور الكرام”.
بدوره شدّد مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب “أننا مقبلون على مواجهة مفتوحة في حال استمر العدوان على الأقصى والخان الأحمر”. وفي هذا السياق صرّحت الجبهة الديمقراطية أن “الخان الأحمر قنبلة موقوتة ستحرق العابثين بها، وننصح الاحتلال بعدم العبث به.
الخان الأحمر
تعتبر “الخان الأحمر” بوابة شرق القدس، وهي قرية بدوية بمساحة 40 دونمًا من شرق القدس وتقع قرب الشارع السريع المؤدي الى أريحا. تسكنها نحو 45 عائلة فلسطينية كانت قد هجّرت أول مرة من النقب عام 1952. يتوسّع الاستيطان حوالها في المستوطتنتان السكنيتان “معاليه أدوميم” و”كفار أدوميم”، والمستوطنة الصناعية “ميشور أدوميم”.
بدأ مسلسل تهويديها منذ العام 2000 حين قيّد الاحتلال حركة دخول من لا يسكنون الخان الأحمر. وفي العام 2009 أصدر الاحتلال قرارات هدم المنازل بحجة “عدم الترخيص”. وفي 5 سبتمبر/ أيلول 2018 أصدرت “محكمة” الاحتلالل قرارًا نهائيا بإخلاء بهدم الخان الأحمر بعد رفضها التماس سكانه ضد تهجيرهم.
الكاتب: غرفة التحرير