كشفت الجمهورية الإسلامية بالأمس الثلاثاء، عن واحدة من أهم ابتكاراتها العسكرية الاستراتيجية، قاعدة عقاب 44 الجوية التكتيكية، التي قلّما يوجد لها مثيل في العالم. ابتكار سيمكّن القوات المسلّحة الإيرانية، كسر التفوق الجوي لخصومها في المعسكر الغربي، أي للولايات المتحدة الأمريكية والكيان المؤقت، وهذه أحد ميزات الحرب اللا متماثلة.
هذه القاعدة الجوية التكتيكية التي كشف عنها رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، هي رابع قاعدة تحت الأرض يتم الكشف عنها، تابعة لسلاح الجو في الجيش الإيراني، لها القدرة على استقبال وتشغيل جميع أنواع الطائرات المقاتلة والقاذفات وكذلك الطائرات بدون طيار، لتنفيذ جميع ما يطلب منها من مهام، خاصة تلك التي تتطلب تنفيذ عمليات جوية سريعة ومفاجئة، انطلاقاً من قاعدة يصعب أو يستحيل استهدافها.
فهذه القاعدة تقع في أعماق الجبال، مما يصعب ويستحيل استهدافها عبر القنابل الأمريكية خارقة التحصينات، كما أن الاحتفاظ بطائرات مقاتلة في أماكن آمنة، بعيدة عن استخبارات ونيران العدو، وتجهيزها بأنظمة حرب إلكترونية وقنابل وصواريخ ذكية مثل ياسين، وقائم، وآصف (يبلغ مداه 1500 كيلومتر)، وصواريخ كروز بعيدة المدى، ستوفر لهذه القواعد إمكانية عمليات بعيدة المدى. كما تحتوي هذه القاعدة أيضاً على مرافق: إنذار ومراقبة، مركز القيادة، حظائر صيانة المقاتلات والطائرات، معدات الملاحة والمطارات، وخزانات الوقود، والأهم من كل ذلك عدة مداخل ومخارج محصنة للطائرات.
رسائل بالجملة
لم يخفي اللواء باقري أن رسالة الكشف عن هذه القاعدة بهذا التوقيت، موجهة الى الكيان المؤقت وأمريكا بالتحديد، بعد أيام من تنفيذ قواتهما الجوية مناورة “جونيبر أوك 23 – Juniper Oak 23″، والتي تدربت خلالها طائراتهما على تنفيذ عمليات هجومية بعيدة المدى، استخدمت خلالها قذائف وقنابل ذكية خارقة للتحصينات، وتدربت أيضاً على التزود بالوقود في الجو. فقد قال اللواء باقري حول هذا الأمر: ” إن موقع الكيان الصهيوني بعيد عن بلدنا، وقادة هذا النظام ملتزمون بتزويد الطائرات بالوقود في السماء، وهي أفضل فرصة لاستهداف طائراتهم”. أما إذا ما استخدم الكيان المؤقت قواعد لتنفيذ هجومه من دول في جوار إيران، فعندها سيتم ضرب هذه القواعد بشدة أيضاً.
أما إحدى الرسائل الأخرى، فكان استعراض عدد كبير من الطائرة الأمريكية الصنع فانتوم F-4، والتي أظهرت الصور مجموعة متنوعة من الأسلحة الحديثة المثبتة عليها، بما في ذلك قنبلة قاصد الموجهة، وقنبلة ستار الموجهة بالليزر، وصاروخ كروز نصر المضاد للسفن، وقنبلة ياسين الموجهة والانزلاقية، وصواريخ مافريك (للدعم الجوي القريب)، وصواريخ سايدويندر (صاروخ جو-جو قصير المدى).
أما الرسالة اللافتة، خصوصاً بعد تهديدات المسؤولين الإسرائيليين مؤخراً، فكانت عندما قال اللواء باقري بأن الرد على هذه التهديدات بـ “إن القوة الجوية والقوة الصاروخية ومرافق محور المقاومة أكثر استعدادًا من أي وقت مضى للرد بشكل حاسم”. وهذا ما يدلّ أن هناك مرافق في دول محور المقاومة أيضاً، لا تقل أهمية وربما مماثلة لهذه القاعدة، مجهزة وحاضرة للحرب الكبرى والحاسمة مع الكيان