الرئيسية / إقليمي دولي / الوحدة 504 الاستخباراتية: تجنيد العملاء في الدول العربية

الوحدة 504 الاستخباراتية: تجنيد العملاء في الدول العربية


شعار الوحدة 504 الاستخباراتية في جيش الاحتلال

 

تتألف “مديرية المخابرات العسكرية” في جيش الاحتلال من 3 وحدات رئيسية هي الوحدة 8200، الوحدة 9900 والوحدة 504. مهمة الوحدة الأولى هي رصد وجمع المعلومات والاستخبارات من المصادر المفتوحة بمختلف أنواعها، وتخصص الثانية لجمع المعلومات الجغرافية. فما هي مهمات الوحدة الأخيرة؟

 

تعرّف على الوحدة 504

 

تأسست الوحدة 504 عام 1949 وسميت في البداية “موديعين 10″، لقّبت بـ “تصميم الاستخبارات البشرية” وكان رئيسها الأوّل ديفيد كرون. تتبع هذه الوحدة لشعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال وهي مخصصة لتجنيد العملاء السريين. وبحسب توزيع المهام بينها وبين “الموساد”، تقوم الوحدة بتجنيد وتشغيل عملاء في الدول العربية وكذلك في مناطق السلطة الفلسطينية.

 

تصنّف هذه الوحدة بالخاصة، ويعمل المجندون فيها في قطاعات متنوعة داخل وخارج فلسطين المحتلّة.  تعمل هذه الوحدة من أجل الحصول على معلومات استخبارية عالية الجودة ومهمة عن الدول العربية عبر استخدام المعدات المتطورة، وجمع البيانات من الميدان، وإحضار المعلومات حول البنى التحتية المختلفة. وتشكل هذه المعلومات الأساس لتخطيط ونشاط العمليات العسكرية للجيش.

 

اقترح “كرون” إنشاء خمس قواعد للوحدة في جميع أنحاء فلسطين المحتلّة، بالإضافة إلى ثلاثة فروع من شأنها تشغيل شبكات الوكلاء عبر الحدود. يقع على رأس كل قاعدة ضابط، بجانبه مساعدان ومدير مكتب. طلب ​​كرون أن تكون قواعد الضباط في منشآت مدنية. وكان مقر الوحدة يقع في “البيت الأخضر” في يافا، إلى جانب المقر الرئيسي لقسم المخابرات في الجيش.

 

دمج الاحتلال هذه الوحدة خلال حرب الأيام الستة عام 1967، بوحدة أخرى هي “560” وتسلّمت مهام التحقيق واستجواب الأسرى العرب والفلسطينيين.

 

تتكون مجموعات هذه الوحدة من دوائر هي:

 

_ وكيل

 

_ مشغل

 

_ مقاتل

 

تدعي الوحدة أن مستوى “نجاح” أيّ مهمة يتطلّب إشراك العناصر الثلاثة فيها.

 

مهام كلّ دائرة:

 

الوكيل: هو في الواقع الشخص الأكثر أهمية، فهو على الجانب الآخر ويتحمل المخاطرة ويحصل على معلومات استخبارية ويمررها إلى المشغل، وهدفه الحصول على المعلومات دون إثارة الشكوك على الإطلاق وبالطبع دون أن يكشفه أحد من حوله.

 

المشغل: يُطلق عليهم أيضًا ضباط الخدمة الخاصة، وهم “القوة” التي تحرك كل شيء معًا، ويقوم الضباط المشغلون بتجنيد العملاء وتنشيطهم، وكل مشغل مسؤول عن عدد من العملاء المختلفين الذين يلتقي بهم، ويتحدث معهم عن النشاطات والمعلومات اللازمة وكيفية الحصول عليها.

 

المقاتل: دور المقاتل لا يقل أهمية عن دور الوكيل والمشغل، يتم اختيار المقاتلين بدقة جدًا. يخضعون للتدريبات في “الجولاني” بالإضافة الى التدريب الداخلي الذي يخضون له في الوحدة. يرافق المقاتلون كل عملية وتتمثل مهمتهم في رعاية الوكيل والمشغل، وعليهم التأكد من أن تبقى المهمة بأكملها سرية، فالمقاتل ليس فقط “حارس أمن” بل يقوم أيضًا بمسح الملف الشخصي، ويتحقق من المنطقة، ويتأكد من عدم وجود مراقبة وينسق الاجتماعات.

 

شاركت الوحدة في العديد من الأنشطة الاستخباراتية على مر السنين، ومن ما سمحت الرقابة العسكرية للاحتلال بنشره:

 

_ خلال حرب الأيام الستة في حزيران / يونيو من العام 1967، والتي احتل الكيان على إثرها الضفة الغربية المحتلّة والقدس الشرقية وقطاع غزّة، كان دور هذه الوحدة في تقديم المعلومات حول أماكن مدافع الجيش الأردني.

 

_ بعد فترة وجيزة من انتهاء المؤتمر الذي تلا حرب الأيام الستة نهاية آب / أغسطس 1967 بمشاركة 8 رؤساء دول عربية وانتهى ببيان حول “مؤتمر القوانين الثلاثة في الخرطوم”. نجح عميل من الوحدة في الحصول على البروتوكولات السرية للمؤتمر. احتوت هذه الوثيقة الأصلية على مضمون المناقشات والقرارات المتخذة، والتي كانت مختلفة عن البيانات الرسمية.

 

إخفاقات.. تضارب في عمل الجهاز الاستخباراتي

 

ذكر الخبير العسكري اليهودي يوآف ليمور في صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية أن “هناك عدة إخفاقات تواكب عمل هذه الوحدة، بينها الكشف عن عملاء لها، أو حصول فشل في تنفيذ بعض مهامها، مما يشير إلى أنها تعيش أجواء من التعقيد والخطورة في تنفيذ عملياتها”.

 

كما أشار أيضًا الى وقوع خلافات ومشاكل حول تضارب العمل بين الأجهزة الاستخباراتية كافة في المستوى الأمني للاحتلال فـ “مع هذا الانتشار للوحدة في جميع المناطق داخل إسرائيل وخارجها، فقد أدى ذلك في كثير من الأحيان إلى حدوث احتكاكات سلبية مع باقي الأجهزة الأمنية، بشأن حدود الصلاحيات واتخاذ القرارات، بين جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) من جهة، وبين جهاز الأمن العام (الشاباك) داخل الأراضي الفلسطينية، وجهاز العمليات الخارجية الخاصة (الموساد) المنتشر في بعض الدول العربية، من جهة أخرى، وفي العديد من الحالات وصل الأمر لرئيس الحكومة ووزير الدفاع لإعطاء الرأي الفاصل في هذه الخلافات”.

 

الكاتب: غرفة التحرير

شاهد أيضاً

ميزانية تشبع اليمين فقط: نتنياهو يهمل الواقع الاقتصادي للكيان

“6 أشهر من الفشل”، هكذا وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية أداء حكومة اليمين المتطرّف برئاسة بنيامين …

الاشترك بخدمة الخبر العاجل