الجمهورية الإسلامية في إيران، فور حصول كارثة الزلزال التي أصاب سوريا وتركيا، الى تقديم المساعدات بكافة أنواعها الى كلا الدولتين، مع اهتمام كبير بسوريا، التي تعاني من حصار وحظر أمريكي وغربي وعربي، فاقم من شدة أضرار الكارثة، لناحية قلّة المساعدات التي تدفقت إلى البلاد، التي تعاني أساساً من شحّ كبير على مستوى العديد من المواد الأساسية كالأدوية والمحروقات وغيرها.
لذلك ترى إيران أن واجبها، انطلاقاً من العلاقة الأخوية القوية التي تربط البلدين منذ عقود، والتي أثبتت متانتها خلال كل التحديات السابقة، أن تقدم كل ما تستطيع لتخفيف الآثار على السوريين دولةً وشعباً.
وكان لافتاً طلب قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية العميد اسماعيل قاآني في الساعات الأولى لما بعد الكارثة، الى جبهة المقاومة باستخدام كافة الإمكانات الطبية والصحية والفنية وهندسة النقل، لمساعدة المتضررين من الزلزال. كما بدأ المستشارون العسكريون الإيرانيون المتواجدين في سوريا جهود الإغاثة منذ الساعات الأولى لما بعد الزلزال.
وشملت المرحلة الأولى، مساعدة المستشارين العسكريين للحكومة السورية في إعداد مطاري حلب واللاذقية الدوليين، لتلقي المساعدات على الفور. كما شملت أيضاً تقديم المساعدة الطبية العاجلة عبر 15 سيارة إسعاف، وتوزيع معدات التدفئة، بالإضافة الى توزيع حصص ووجبات غذائية (قدمت المطاعم المجهزة للمستشارين الإيرانيين في سوريا 12 ألف وجبة طعام للمتضررين، وسط استعدادات إضافية لرفع العدد إلى 30 الفاً. ثم تلاها إيفاد فرق ومعدات الإنقاذ، لإخراج الناجين الأحياء من تحت الأنقاض في منطقتي حلب واللاذقية، بالتزامن مع وصول قوافل شحن برية وجوية (حتى اليوم الجمعة وصلت 7 طائرات للمساعدة لا تقلّ حمولة كل واحدة منها عن 45 طن)، محمّلة بكافة أنواع مواد الإغاثة من خيم وسجادات وأغطية وتجهيزات لإيواء الأسر المتضررة وأدوية ومواد غذائية، وقد تم تجهيز مركز للإيواء في مخيم النيرب بحلب.
استعداد لمساعدة المتضررين في إدلب
ولا يقتصر الاستعداد الإيراني للمساعدة على مناطق سيطرة الدولة السورية فقط، بل أبدت الجمهورية الإسلامية استعدادها لذلك في منطقة إدلب أيضاً (التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية وفي مقدمتهم هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقاً).
وهذا ما أعلنه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال حديثه الهاتفي مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر “ميريانا سبولياريك”، حينما وصف الوضع الإنساني في إدلب بالحساس وأشار إلى العدد الكبير من الضحايا والمتضررين في هذه المنطقة. مبدياً استعداد طهران لإرسال فرق إغاثية ومساعدات إنسانية على الفور إلى إدلب. ومتوقعاً إجراء منظمة الصليب الأحمر الدولي التنسيق مع منظمة الهلال الأحمر الإيراني، لإرسال المساعدات إلى هذه المنطقة وتوفير امكانية توزيع هذه المساعدات فيها. كما أعلن الوزير عبد اللهيان استعداد بلاده لاستقبال الجرحى في مستشفياتها.
العميد قآاني في حلب واللاذقية
وفي الأيام الأولى لما بعد كارثة الزلزال، أي الأربعاء الماضي، وصل قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية العميد اسماعيل قاآني إلى مدينة حلب، للإشراف على تقديم المساعدات للشعب السوري، حيث زار المناطق المتضررة هناك، وأشرف على عمل فرق الإغاثة الإيرانية المتواجدة في مواقع إزالة الأنقاض في حلب واللاذقية، كما كانت له جولة تفقدية لأحوال العائلات المتضررة المتواجدة في مراكز الإيواء المختلفة.
مرفقات
الكاتب: غرفة التحرير