أعلنت وزارة الدفاع الروسية، استهداف منظومة “باتريوت” للدفاع الجوي الأميركية في العاصمة الأوكرانية كييف. وبينما أكدت موسكو عملية الاستهداف، سارعت الصحف الغربية لنفي الخبر أو التشكيك فيه. فما هو رمزية استهداف المنظومة؟ وهل حصل الرئيس الاوكراني على المساعدات العسكرية التي كان يطمح إليها خلال جولته الأوروبية؟
شكل استهداف منظومة الدفاع الجوي باتريوت، صدمة كانت متوقعة منذ وصول المنظومة إلى كييف أواخر عام 2022، في ظل امتلاك موسكو القدرات العسكرية اللازمة لتجاوزها او تدميرها. وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فقد تم “تدمير المنظومة بصاروخ كينجال الفرط صوتي، بعيد استهدافها ليلاً منشآت عسكرية أوكرانية بوابل من الصواريخ، أصابت كل الأهداف”.
وتضيف وزارة الدفاع أن “الضربات استهدفت نقاط انتشار للقوات الأوكرانية وذخيرة غربية ومخازن أسلحة”، مؤكدة تدمير منظومة الباتريوت المضادة للطائرات واعتراض 7 صواريخ من طراز “ستورم شادو” البريطانية.
ويأتي هذا الاستهداف بعدما كان خبراء عسكريون قد توقعوا سابقاً ان المنظومة غير قادرة على الصمود لوقت طويل لو قررت القوات المسلحة الروسية استهدافها بشكل مباشر، باستخدام صواريخ مثل “إسكندر أم” القادر على القيام بمناورات معقدة خلال مراحل تحليقه، أو “إكس 22″ و”كينجال”.
ويعد هذا الاستهداف خطوة رمزية يراد من خلالها إيصال رسالة عن عدم جدوى الحماية الأميركية-الغربية لكييف، وان جولة فلاديمير زيلنكسي لطلب مزيد من الدعم العسكري دون جدوى.
أثارت جولة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في أوروبا، تساؤلات تمحورت بشأن ما إذا تمكن من تحقيق أهدافه من الدول التي قام بزيارتها، والمتمثّلة بالحصول على مزيد من الدعم العسكري في مواجهة روسيا.
لا دعم لزيلنسكي
لم تلبِّ الجولة الأوروبية طموحات زيلنسكي على ما يبدو. اذ ان تنظيم الاشتباك بين الجانبين لا يتطلب مساعدة عسكرية غربيّة بقدر ما يحتاج لقرار فعليٍّ بذلك، مبني بالدرجة الأولى على الرغبة الأميركية بوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل يوفر على أوكرانيا مزيداً من الدمار.
اذ ان حصيلة زيلينسكي من الجولة لم تتعدَّ الوعود باستمرار الدعم الذي كانت تتلقاه سابقاً. كما أنّ الوعود التي حصل عليها من بعض الدول ايضاً، كبريطانيا وفرنسا والتي تتعلق بتدريب طيّارين أوكرانيين على قيادة الطائرات لا يعوّل عليها لفرض فارق في الميدان، ولا تعدو كونها تهدئة لزيلنكسي وبيعه مواقف سياسية تضامنية لا أكثر. اذ ان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، كان قد حذر سابقاً من أن تدريب الطيارين سيستغرق وقتاً طويلاً.
حملت الجولة الاوروبية ملامح ضغط اوكراني على الرؤساء الأوروبيين لحثّهم على الإيفاء بالوعود التي كانوا قد قطعوها من الأيام الأولى للحرب. وبالتالي، الاستعداد لخوض معركة أكثر شراسة ضد موسكو تتسم بالتصعيد العسكري. الا ان ما حصل عليه لا يخدم سوى إطالة امد الحرب بوتيرتها الحالية لصالح موسكو.
خلال خطاب ألقاه في البرلمان البريطاني صرح زيلنسكي: “أناشدكم والعالم بأسره بكلمات بسيطة ولكنها مهمة للغاية: الطائرات المقاتلة لأوكرانيا”. ودعا لندن إلى تزويد كييف ب “أجنحة من أجل الحرية”، كما سلم خوذة إلى البلد المضيف كهدية من الطيارين الأوكرانيين. لكن الاستجابة قد لا تكون على قدر توقعاته، اذ قال الخبير العسكري ديمتري بولتنكوف لإزفستيا، ان بريطانيا ليس لديها أسطول كاف من الطائرات المقاتلة لمشاركتها مع أوكرانيا”. وأضاف “تقوم الآن بتوحيد طائرات القوات الجوية والبحرية، والتحول إلى مقاتلات F-35 الأمريكية متعددة المهام. لن يعطي أحد أحدث آلات الجيل الخامس هذه إلى زيلينسكي. وإلى جانبهم، لا يوجد في لندن سوى حوالي مائة يوروفايتر، والتي يتم إزالتها تدريجيا من الخدمة باعتبارها قديمة. ولكن حتى توفيرها لكييف سيكون مشكلة. هذه طائرات معقدة ومكلفة، لا يوجد شيء لتشغيلها في أوكرانيا”.
الكاتب: غرفة التحرير