في الثاني والثالث والعشرين من شهر أيار / مايو عام 1948، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة بحق أهالي قرية الطنطورة الفلسطينية بقضاء حيفا، استشهد خلالها ما بين 300 الى 400 شهيد من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ.
وثّقت شهادات حيّة لجنود في جيش الاحتلال متورطين بالقتل العشوائي والجماعي، جمعها مؤرخون ومحققون يهود، بعض تفاصيل المشاهد القاسية والوحشية لجريمة الاحتلال. ففي مقال في صحيفة “هآرتس” العبرية، نقل المؤرخ اليهودي آدم راز اعترافات لعدد من الجنود، منها:
_ “أدخلوهم في برميل وأطلقوا النار عليهم، ما زلت أذكر منظر الدم في البرميل”
_ “لم يتصرف المقاتلون كبشر في القرية”
_ “أحد الجنود ذهب إلى مجموعة من 15 أو 20 أسير حرب وقتلهم جميعا”
_ خلال الحرب في حال رفع أحد الأشخاص يديه الى الأعلى لم أكن آخذه كسجين، كنت قاتلاً، لدي سلاح رشاش مع 250 رصاصة أطلقت النار قتلت الجميع، لم أكن أحصي عدد القتلى”!
عمل الاحتلال على حفر قبر جماعي للشهداء يقع اليوم تحت موقف السيارات على الشاطئ المعروف بـ “شاطئ دور”، يبلغ طول هذا القبر 35 متراً وعرضه 4 أمتار. وقد أقام الاحتلال على ذاك الشاطئ منتجعاً سياحياً! وحرص الاحتلال على إخفاء أثر هذا القبر بطريقة تجعل الأجيال القادمة تسير فوقه دون أن تعرف على ماذا تدوس!
جمعت التحقيقات والأبحاث والمقالات ضمن فيلم “الطنطورة” للمخرج اليهودي ألون شوارز الى جانب مشاهد توثّق الأحداث الحقيقية في فترة “النكبة”، أصدر عام 2022.
مذبحة الطنطورة: قبور جماعية تحت موقف سيارات على شاطئ البحر