نشر مركز كارينغي مقالًا للكاتبة ألكسندرا بروكوبينكو، وهي محللة تركز على صنع سياسة الحكومة الروسية في القضايا الاقتصادية والمالية. جاء المقال تحت عنوان: عودة روسيا إلى صفقة الحبوب هي علامة على النفوذ المتزايد لتركيا، تخلص فيه الكاتبة إلى أنه لم يعد بإمكان الكرملين تجاهل طموحات أردوغان في السياسة الخارجية ومصالحه. ويتعين على الشركات الروسية تقديم خصومات كبيرة لشركائها الأتراك للتأكد من أنهم لا يغلقون آخر نافذة على السوق الأوروبية.
بروكوبينكو التي عملت في البنك المركزي الروسي وفي المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، ترى أنه بعد انسحاب موسكو من صفقة الحبوب الأوكرانية، استغرق الأمر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يومين فقط لحمل روسيا على العودة إلى الاتفاقية والتخلي عن فكرة منع تصدير الحبوب الأوكرانية. وهذه السرعة تُظهر مدى تنامي نفوذ أنقرة على موسكو في الأشهر الثمانية الماضية، مما أدى إلى تغيير جذري في توازن العلاقة لصالح تركيا.
وتشير الكاتبة إلى أنه حتى عام 2021، لم تكن تركيا حتى من بين أكبر عشرة شركاء تجاريين خارجيين لروسيا (كانت في المركز الحادي عشر). لكن مع العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، تضاعف حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام مقارنة بالعام السابق ليبلغ 47 مليار دولار، وفي نهاية الربع الثالث من هذا العام، ربما أصبحت تركيا أحد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لروسيا، وراء الصين وبيلاروسيا فقط – وتفوقت على ألمانيا.
إلى ذلك، تعتمد روسيا الآن على تركيا في صيانة المعدات وعمليات التصنيع الأخرى، حيث انخفضت واردات التكنولوجيا إلى روسيا من بقية العالم – بما في ذلك الصين – بشكل كبير. ويبدو أن تركيا أصبحت مركزًا للشحن العابر لتسليم البضائع التقنية من أوروبا. إيطاليا، على سبيل المثال، زادت بشكل كبير من إمداداتها من السلع إلى تركيا، بينما زادت الصادرات التركية إلى روسيا بكميات مماثلة. فبعد رفضها الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، أصبحت تركيا النافذة الوحيدة المتبقية على أوروبا للشركات والأفراد الروس. كما أنّ ترك ستريم هي الآن الطريق الوحيد لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا الذي تسيطر عليه موسكو بالكامل، بعد الأضرار التي لحقت بخط أنابيب نورد ستريم بسبب الانفجارات الأخيرة. بدأت موسكو وأنقرة الآن مناقشة إنشاء مركز للغاز في تركيا.
وفيما يلي الترجمة الكاملة للمقال:
نشر مركز كارينغي مقالًا للكاتبة ألكسندرا بروكوبينكو، وهي محللة تركز على صنع سياسة الحكومة الروسية في القضايا الاقتصادية والمالية. جاء المقال تحت عنوان: عودة روسيا إلى صفقة الحبوب هي علامة على النفوذ المتزايد لتركيا. تخلص فيه الكاتبة إلى أنه لم يعد بإمكان الكرملين تجاهل طموحات أردوغان في السياسة الخارجية ومصالحه. ويتعين على الشركات الروسية تقديم خصومات كبيرة لشركائها الأتراك للتأكد من أنهم لا يغلقون آخر نافذة على السوق الأوروبية.
بروكوبينكو التي عملت في البنك المركزي الروسي وفي المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، ترى أنه بعد انسحاب موسكو من صفقة الحبوب الأوكرانية، استغرق الأمر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يومين فقط لحمل روسيا على العودة إلى الاتفاقية والتخلي عن فكرة منع تصدير الحبوب الأوكرانية. وهذه السرعة تُظهر مدى تنامي نفوذ أنقرة على موسكو في الأشهر الثمانية الماضية، مما أدى إلى تغيير جذري في توازن العلاقة لصالح تركيا.
وتشير الكاتبة إلى أنه حتى عام 2021، لم تكن تركيا حتى من بين أكبر عشرة شركاء تجاريين خارجيين لروسيا (كانت في المركز الحادي عشر). لكن مع الغزو الروسي لأوكرانيا، تضاعف حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام مقارنة بالعام السابق ليبلغ 47 مليار دولار، وفي نهاية الربع الثالث من هذا العام، ربما أصبحت تركيا أحد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لروسيا، وراء الصين وبيلاروسيا فقط – وتفوقت على ألمانيا.
إلى ذلك، تعتمد روسيا الآن على تركيا في صيانة المعدات وعمليات التصنيع الأخرى، حيث انخفضت واردات التكنولوجيا إلى روسيا من بقية العالم – بما في ذلك الصين – بشكل كبير. ويبدو أن تركيا أصبحت مركزًا للشحن العابر لتسليم البضائع التقنية من أوروبا. إيطاليا، على سبيل المثال، زادت بشكل كبير من إمداداتها من السلع إلى تركيا، بينما زادت الصادرات التركية إلى روسيا بكميات مماثلة. فبعد رفضها الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، أصبحت تركيا النافذة الوحيدة المتبقية على أوروبا للشركات والأفراد الروس. كما أنّ ترك ستريم هي الآن الطريق الوحيد لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا الذي تسيطر عليه موسكو بالكامل، بعد الأضرار التي لحقت بخط أنابيب نورد ستريم بسبب الانفجارات الأخيرة. بدأت موسكو وأنقرة الآن مناقشة إنشاء مركز للغاز في تركيا.