انطلقت اليوم الخميس، عملية “الإرادة الصلبة الثامنة” في العراق، لقيادة عمليات نينوى التابعة للحشد الشعبي، وبالتعاون مع الجيش العراقي والشرطة والوكالات الامنية المختلفة، بهدف تفتيش وتأمين مناطق جنوب وشرق وغرب وشمال الموصل. ويشارك الحشد الشعبي في 6 محاور ضمن قاطع قيادات عمليات نينوى وغرب نينوى والحدود الفاصلة بينهما، لتعقب عناصر وشبكات تنظيم داعش الوهابي الإرهابي وتدمير مخابئهم في هذه المدينة، ذات الموقع الجغرافي الاستراتيجي.
وتتولى قيادة العمليات المشتركة، التخطيط والإشراف والمتابعة، بينما ستتولى قيادة القوات البرية الإشراف الميداني، بالاستناد الى المعلومات الاستخبارية الدقيقة، لإدامة زخم العمليات التعرضية وتكثيف الضربات ضد هذا التنظيم، الذي كثّف من تنفيذ عملياته، خلال الأسابيع السابقة، ليس فقط في العراق بل وفي سوريا والجمهورية الإسلامية في إيران أيضاً. وكان آخرها الاعتداء على مقام شاه جراغ في شيراز، والذي ارتقى جراؤه 25 شهيد بينهم سيدة وطفلان وأصيب 27 آخرون من زوار المقام.
وبالعودة الى عملية الحشد الشعبي، فإنها تأتي بالتزامن أيضاً، مع العملية النوعية التي نفذت بالأمس في منطقة جبال حمرين، والتي استُخدم فيها الصواريخ والطائرات المسيّرة وأدت الى مقتل كلاً من مسؤول الاستقطاب في تنظيم داعش في العراق “أبو أركان المجمعي”، ونائب والي ديالى “سامي سوحان”، والمسؤول الإعلامي في ديالى “أبو عمر الشامي”. كما وتأتي بعد ساعات من ضبط الحشد لـ 11 صاروخا من مخلفات التنظيم في الأنبار.
وخلال الأسبوع الماضي، كانت قيادة عمليات صلاح الدين التابعة للحشد قد أعلنت، إطلاق عملية تفتيش وتأمين واسعة لجزيرة صلاح الدين غربي المحافظة، والتي عثرت خلالها على أنفاق وعبوات للتنظيم.
مع الإشارة بأنّ المرحلة الأولى من عملية “الإرادة الصلبة” التي بدأت اليوم، قد جرت بين 28 آذار/ مارس الماضي والـ 30 منه، وانتهت حينها بتدمير 19 وكراً و6 أنفاق لـ”داعش” وضبط كمية كبيرة من العبوات الناسفة والمواد المتفجرة الأخرى.
أهمية مدينة الموصل
_تعتبر مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى، وهي تعدً ثاني أكبر مدينة في العراق من ناحية عدد السكان والمساحة بعد العاصمة بغداد، التي تبعد عنها حوالي 400 كم.
_ تمرّ عبرها الطرق الدولية التي توصل الى سوريا، لا سيما ذلك الذي يوصل الى معبر القائم.
_ في الـ 10 من حزيران / يونيو سقطت المدينة بالكامل بيد تنظيم داعش، التي من مسجدها أعلن زعيم تنظيم أبو بكر البغدادي خلافته المزعومة، وانطلق منها نحو باق مدن ومحافظات العراق. بعد ان استطاع السيطرة خلال ساعات قليلة على مطارها والقواعد والمعسكرات العسكرية ومقر محافظة نينوى، الأمر الذي أدى إلى انهيار الجيش العراقي.
_ تم تحرير المدينة بعد حملة استمرت لنحو تسعة أشهر، من خلال القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي، في الـ 10 من تموز / يوليو 2017، حيث أعلن رئيس الوزراء وقتذاك حيدر العبادي تحريرها من سيطرة التنظيم داعش بالكامل، وكان ذلك بمثابة إعلان النصر النهائي على التنظيم