عبد العزيز بن محمد الهويريني كان رئيس جهاز رئاسة أمن الدولة برتبة وزير في السعودية، منذ 20 يوليو 2017، كما شغل منصب المدير العام للمباحث العامة، إضافة إلى عضويته في مجلس الشؤون السياسية والأمنية في السعودية.
تعرض لمحاولتي اغتيال، خلال فترة عمله في المباحث العامة، الأولى في مطلع العام 2003 عندما تعرضت سيارة كان يستقلها برفقة شقيقه لإطلاق نار كثيف انتهى بمقتل شقيقه ونجاته، والثانية في نهاية العام ذاته، عندما تم تفجير عبوة ناسفة في سيارته الشخصية ونجا أيضاً، إذ لم يكن بداخل السيارة عند انفجارها وكانت بجوار منزله وتضرر شيئاً منه.
رجل محمد بن نايف في جهاز أمن الدولة
عاصر الهويريني، وزير الداخلية الراحل نايف بن عبد العزيز، وكان أحد أكثر الضباط الذين وثق بهم وكرّمهم على جهودهم في قطاع الأمن، قبل أن يصبح الرجل الأول في عهد وزير الداخلية السابق، محمد بن نايف، الذي عزله محمد بن سلمان، وقد عمل معه كمدير للمباحث العامة.
عام 2017، صدر أمر ملكي في السعودية، بإنشاء جهاز رئاسة أمن الدولة. وتم تعيين عبد العزيز الهويريني رئيساً للجهاز بمرتبة وزير، مع استمراره مديراً عاماً للمباحث العامة. ويكون رئيس “أمن الدولة” عضواً في مجلس الشؤون السياسية والأمنية.
يعد جهاز أمن الدولة بمثابة ذراع لولي العهد محمد بن سلمان لارتكاب الجرائم خاصة ممارسة التعذيب بحق معتقلي الرأي، ويتولّى الجهاز المذكور ملف معتقلي الرأي في المملكة، إذ يمارس التضليل الاعلامي في الملف في ظل انتهاك حقوق الانسان والتعذيب الواقع عليهم.
تنقسم المديرية العامة للمباحث إلى جهازين؛ الأول جهاز المباحث العامة، والثاني جهاز المباحث الإدارية. وتتعامل المديرية العامة للمباحث مع قضايا الأمن الداخلي ومكافحة التجسس، وتحقيق وترسيخ الأمن في المملكة، بالتنسيق مع القطاعات كافة في الدولة. لكنأصبحت المهمة الأساسية لجهاز أمن الدولة قمع المعارضين وكل من يخالف الرأي إذ يتعرض معتقلي الرأي للتنكيل والتعذيب والصعق بالكهرباء وسجنهم بزنزانة منفردة والكثير من الوسائل الأخرى.
اغتصاب المعتقلين
في أعقاب اعتقال الهويريني، قال الكاتب الفلسطيني محمد الوليدي الذي عمل سابقاً كمستشار للأمراء في السعودية في تغريدة على حسابه بتويتر: “اعتقال رئيس جهاز أمن الدولة والمدير العام للمباحث العامة عبد العزيز الهويريني في السعودية.. هذا الذي كان يغتصب ضحاياه المعتقلين واعراضهم.. هذا الذي حين كان ينادي ضحاياه الله عز وجل كان يقول عن رب العزة ما تهتز له السماء..من اجل ال سعود وأمريكا باع دينه وشرفه.. وهكذا صار مصيره”.
الهويريني خطط سريًّا للإطاحة بمحمد بن سلمان
كشف حساب “تجمع المعارضة” أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أطاح برئيس أمن الدولة عبد العزيز الهويريني بعد شكوك بصلاته بالأمير المعزول محمد بن نايف. وقال الحساب المتخصص بنقل أخبار وتسريبات من السعودية إن “السلطات اعتقلت الهويريني بشكل سري للغاية”. وذكر أن ابن سلمان ينسب للهويريني مساهمته بإسقاط مسؤول المخابرات المنفي في كندا سعد الجبري.
الحساب بيّن أنه متّهم بهندسة خطّة للإطاحة بالملك سلمان والأمير محمد ابنه بمعرفة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وأوضح أن الهويريني اعترف أمام الملك سلمان بدوره في الخطة بعد التحقيق معه. وتشير الخطة إلى نية تنصيب الأمير محمد بن نايف ملكًا بدل سلمان بن عبد العزيز.
وذكر الحساب أنه وابن نايف تواصلا سرًا، إذ اعتبر الأول عميلاً مزدوجًا، على أن تقود الخطة لتعيين رئيسه السريّ ملكًا. وتنص الخطة على أن يكون الهويريني يده اليمنى، فيما سيكون عينًا وأذنًا للملك الحالي ونجله محمد بعد الإطاحة بهما.
وتتضمّن الخطة أنه في حال نجاح ابن سلمان ووالده؛ فإن رجل أمن الدولة سيحمل الورقة الرابحة، وهو ما حدث فعلًا. إذ انقلب على ابن نايف وعيّن الهويريني برئاسة أمن الدولة، لكن اعتقاله لـ6 أيام لم يكن سوى جزءًا من المخطط للتغطية على الانقلاب.
خيانة ابن نايف
أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” عن سر صعود الهويريني عقب إقالة ولي العهد محمد بن نايف بأنه قد فرضت الإقامة الجبرية على اللواء الهويريني الذي عمل فترة طويلة كهمزة وصل بين الأجهزة الأمنية السعودية والأمريكية وفقًا لشهادة مسؤولين في الولايات المتحدة. ويُتهم الهويريني بخيانة ولي العهد السابق محمد بن نايف ومبايعته هو وكبار الضباط لولي العهد الحالي محمد بن سلمان للإطاحة بابن نايف من ولاية العهد بعد أن كان الرجل الأقرب له على مدى سنوات طويلة. وكشفت معلومات مسربة عن تفاصيل الإطاحة بابن نايف بأنه قبيل الانقلاب عليه بأربعة أيام نقل الهويريني إلى الطوارئ بدعوى إصابته بجلطة قلبية وبقي في المستشفى عدة أيام ومنعت عنه الزيارة قبل أن يخرج بعدها بعدة أيام ثم عين رئيسا لجهاز أمن الدولة بمرتبة وزير مع استمراره مديرا عاما للمباحث العامة.
همزة وصل مع المخابرات الأمريكية
صرَّح مسؤول أميركي بأن القلق إزاء ذلك كان بالغاً. حتى إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قد أخبرت البيت الأبيض بأن إقالة كلا الرجلين قد تعيق مشاركة المعلومات مع السعودية. وبعدها أصدر العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، أمرًا ملكيًا بتعيين عبد العزيز بن إبراهيم العيسى مديراً عاماً للمباحث العامة بالمرتبة الممتازة، وهو أول شخصية مدنية تتولى هذا المنصب. من جانبه، كشف حساب “رجل دولة” في تدوينة له عبر حسابه في موقع “تويتر” أن المنصب الذي تولاه أحمد بن عبد العزيز بن إبراهيم العيسى هو المنصب الذي كان يشغله اللواء عبد العزيز الهويريني الذي كان يرأس جهاز أمن الدولة، بعد أن أُعفي الهويريني من منصبه ووضع رهن الإقامة الجبرية منذ 6 أشهر.
الكاتب: غرفة التحرير